×
آخر الأخبار
رابطة حقوقية تدين حملة الاختطافات الحوثية بمحافظة الحديدة "العليمي" و" بن بريك" يعودان الى عدن "شبكة حقوقية" تدين حملة الاعتقالات الممنهجة بحق أبناء محافظة ذمار في صنعاء الأحزاب السياسية بالمحويت تدين جريمة الاعتداء الحوثي على منزل قيادي بحزب الإصلاح الصحفي حارث حميد أحد وجهاء بني الحارث : "مبادرتي تمثل ملايين الأحرار الرافضين لدفن ضحايا "صرف" دون محاسبة الجناة" مليشيا الحوثي تقتحم وتنهب منزل قيادي بحزب الإصلاح بمحافظة المحويت الأحمر يحرج اليمنية " تم تحذيرها من اختطاف مليشيا الحوثي للطائرات في مطار صنعاء" الإرياني: المشروع الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة وتوحيد الصف كفيل باستعادة الدولة "شبكة حقوقية": عسكرة مليشيا الحوثي  للأحياء السكنية في صنعاء استهتار صارخ بأرواح المدنيين محاولة اغتيال تصيب قاضياً في صنعاء

الخوف الصامت في صنعاء!

الأحد, 18 مايو, 2025 - 11:52 مساءً

في صنعاء، لا شيء يبدو كما هو، فالشمس تشرق بمشيئة الله، وإن كان باستطاعتهم إيقافها لفعلوا ذلك، والليل يأتي ليسكنه القلق أكثر من السكون.

في صنعاء، يعيش اليمني في مدينة تظللها الاحتمالات، احتمال غارة أو مداهمة أو اختفاء قريب دون سبب، أو قتله وسحله بمبرّر أنه صديق نتنيا..هو الحميم، فالخوف هناك وحده لا يغيب.

في الأسبوع الماضي فقط، نزحت عديد الأسر من جوار مطار صنعاء بعد أن باتت جدران منازلها ترتجف مع كل تحليق وكل بيان تهديد كاذب ملغّم بالدجل واستغلال المواقف، ولا أحد يسألهم لماذا غادروا، لأن الجميع يعرف أن البقاء صار مخاطرة، والمغادرة مغامرة.

تمشي في شوارع صنعاء وكأنك تعتذر، فيجب أن تخفض صوتك، وتختصر الكلام في الأسواق، وترتّب وجهك كي لا تلفت الانتباه، وحتى الأطفال صاروا يفهمون أن الطائرات لا تحمل أحلاما من السماء، بل نيرانا قد تمحوهم في لحظة، بفعل ادعاءات كاذبة.

صنعاء ليست مدينة حرب نشطة، لكنها مدينة رهينة، والرهينة لا تصرخ، بل تتنفس بصعوبة وتصلي ألا يُطلَق الرصاص في قلبها، فالناس هناك يعيشون حربا نفسية كل يوم، بين أن يبدوا طبيعيين، وأن ينجوا بصمت.

لا يطلب الناس في صنعاء المعجزات، بل أن يعيشوا ككل شعوب الأرض فقط، بسماء لا يراقبها الطيران، وبمدينة لا تُدار كمعسكر، وبوطن يحترمه الجميع.

في صنعاء الأسواق مفتوحة، لكن الجيوب مغلقة والطرق مزدحمة، والقلوب خاوية، فلا حديث عن الرواتب، والجميع يعرف أنها حلم مؤجل، والحديث عنها مقرون بالعمالة لأ.مريكا وإسر..ائيل، ثم حبل المشنقة، ولا أحد يتحدّث عن السياسة، فقد أصبحت محرّمة ومهلكة.

الأحياء القديمة في صنعاء صارت أقدم من ذاكرتنا، فالزمن لا يمشي فيها، بل يتكسّر، والمآذن الكبيرة تصدح بالأذان، لكن الأمل لم يأتي، وحتى المساجد باتت موحشة، وكأن الدعاء فقد طريقه إلى السماء، فكل شيء فيها أصبح متعلقا بسيد دعي، لا برب السيد وهذا هو الواقع.

في صنعاء، يريد الناس أن يحلموا دون خوف وأن ينشدوا ويغنوا للوطن دون أن يخشوا التهمة، وأن يسيروا في الشوارع وكأنهم غرباء في أرضهم، باختصار يريدون أن يتنفسوا دون إذن مسبق.

صنعاء ليست مدينة هامشية، بل هي قلب اليمن وضمير التاريخ، لكنها اليوم مثقلة وصامتة، تنام على الوسادة ولا تنام في القلب.

هكذا تمضي الحياة هناك، مواطنون منسيون في وطن منسي، يحملون في أرواحهم يمنا آخر لم يُولد بعد، لكنه قريب إن شاء الله، فإذا جاء الليل، أصبح الفجر حقيقة قادمة لا محالة.


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1