×
آخر الأخبار
صنعاء.. مسلّحون حوثيون يقتحمون اجتماعًا لقيادة المؤتمر برئاسة أبو رأس صنعاء.. مليشيا الحوثي تستولي على جامع الفتح في السبعين وتُعيِّن أحد عناصرها قيمًا عليه رئيس الوزراء: لا تهاون مع المتلاعبين بالأسعار وحماية المستهلك أولوية وطنية مصادر: استخبارات الشرطة الحوثية تنفّذ حملات اختطافات واسعة في صنعاء طالت ضباطًا وموظفي منظمات صنعاء.. الحوثيون يبدأون المرحلة الثانية من الدورات القتالية الإلزامية للأكاديميين في جامعة العلوم العنف الأسري والأوضاع المتردية بسبب الميليشيا يدفعان فتاة للانتحار من على جبل في صنعاء الزبيري يحذّر من "كارثة صامتة": الحوثيون يُغرقون صنعاء بالمخدرات لقتل المجتمع من الداخل وزير الصناعة يوجّه بتكثيف الرقابة على التجار ويتوعّد المخالفين بـ"القائمة السوداء" صنعاء.. الحوثيون يصدرون عبر القضاء الخاضع لهم حكمًا بإعدام السفير أحمد علي صالح جريمة مروّعة في صنعاء.. مقتل رجل مسن طعنًا وذبحًا داخل منزله على يد طليق ابنته

 هذا شعر لا يشبه البردوني!!!

الثلاثاء, 13 ديسمبر, 2022 - 11:08 مساءً

نعرف البردوني جيدا، وعينا على شعره،  وحفظناه منذ البواكير  وكبرنا جوار قصائده ودواوينه، وظل يقودنا لأكثر من خمسين سنة في عوالم الدهشة فاتحا قلوبنا وابصارنا على مالا يحد من السحر والإبداع والجمال. 
نعرف البردوني الى  درجة يستحيل أن نخطئه او يلتبس علينا أمره  وذلك لأننا عرفنا انفسنا اكثر من خلاله وفي مرايا شعره رأينا وحوهنا المربدة  وملامحنا المرهقة وتفاصيلنا  واحلامنا وأسانا العميق وغربتنا الممتدة..
البردوني غير قابل للتزوير او التزييف عصي على السطو والإنتحال.  
 
البردوني  لا يمكن أن يقول:
"ليس عندي سوى اسى زاوياتي"
زاوياتي هذه  ممكن تكون ضمن قاموس عظيمان لا البردوني!
ولا هذه تشبهه   
"علَّها ساعة الجدار تَشَهَّتْ
فدعتكِ اصعدي على تَكْتَكَاتي
ويح قلبي، نأيتُ عنها وعنِّي
كنتُ أسري في الـ"حَا" إلى نحنحاتي"
ولا هذه الطامة:
 
هل تجاوزتُ كلَّ حيٍّ، أأبكي
أم أغني كي يهتدي ميقاتي؟
يا "متى" يا "إلى" ويَا "كَمْ" سأصغي
للذي لا يُقال أو لا يـُمَاتي
ولا هذه الوصمة:
 
وأتى بعد ليلتين ويومٍ
دارَ بالدارِ من جميع الجهاتِ
قال (هِرٌّ): منَّا إلينا تُوافي،
حَوَماني بالصَّحْبِ مِن تسلياتي
 
 ياللهول
 
دار بالدار من جميع  الجهات
هل يمكن أن تكون هذه بردونية؟
لا نحتاج  لكثير من النباهة كي نكتشف ضحالة القصيدة وكي ندرك  إستحالة أن تكون للبردوني.
 
افضى  البردوني في آخر سني حياته للبعض بحديث عن ديوانين  اخيرين تم مصادرتهما  وهما؛ رحلة ابن من شاب قرناها والعشق فوق مرافئ القمر .وفي حوار لي  معه  للشاهد اللندنية في العام 1998 رفقة الزميل  #سعيد_ثابت ذكر هاذين الديوانين وقال  وهو يبتسم متهكما لقد طبعا في قبرص لكن السلطة صادرتهما.
 
وسألته  ان كان يحتفظ بمسودتي الديوان لم يجب ولاحظت حرصه على تجاوز الأمر .
 
 ومازال الغموض يلف هذا الموضوع حتى اليوم ولاشيء واضح على  الأطلاق  وكل ماهنالك  مجرد كلام  لا ينبني عليه شعر  . 
 
ويقيني أن  زعم الحوثيين عثورهم على الديوانين  واعلانهم تبني نشرهما  ليس الا كذبة كبرى مفضوحة بدليل  هذه القصيدة بادية الزيف والتصنع  المنشورة باعتبارها من "رحلة ابن من شاب قرناها" 
 
من الواضح أن لدى  الحوثة مشروع تدليس باسم شاعر اليمن الكبير تحت غطاء الديوانين المفقودين، ولا نستبعد تجنيدهم لشعراء باليومية من ساقطي الموهبة والروح الذين يعتاشون على  موائد الكبار ويقدمون انفسهم كمزورين بلهاء قابلين للتأجير .  
علاقة الحوثةو البردوني  لا يمكن أن تكون سوية  ونزيهة  فشاعرنا الجمهوري العتيد ضدهم موقفا ورؤية وشعره منذ كان ضد دعاواهم وخرافاتهم الماضية والحاضرة وضد كل ما يمثلونه ويدعون اليه  . وتفصح خطوتهم هذه  عن الكثير مما يريب.      
   
نحن مسؤولون عن حماية رموزنا وعدم السماح باستخدامهم على  هذا النحو  وابقاءهم في مأمن من غوائل الرثاثة والإنحطاط المعمم.
 
ومهم أن يتحرك  النقاد والكتاب والأدباء  لمواجهة مثل هذه العمليات التى تستهدف تقويض الوعي والذاكرة وضرب الحساسية الفنية والابداعية ونسف الذائقة  والمعيارية وتحطيم القامات الملهمة وتحويلها  الى  ادوات في خدمة مشروع الخراب   
 
  لم احتمل عرض المزيد من الأبيات الملفقة ولم أرد  إغضاب شاعرنا الكبير والإساءة لمقامه اكثر من ذلك.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1