×
آخر الأخبار
الغارات الإسرائيلية.. أسلوب الحوثيين الجديد لبث الرعب في صنعاء وإجبار سكانها على النزوح حي التحرير في صنعاء يصرخ تحت الأنقاض.. لا تعويض، لا مأوى، لا صوت "ألاء عبد القادر".. ابنة شهيد توجه رسالة شديدة لحزب الإصلاح في ذكرى تأسيسه العديني:"الإصلاح شرط السياسة في اليمن وعمودها" الحائر: صنعاء رهينة مشروع إيراني وتحريرها واجب وطني في كلمة بذكرى تأسيس الإصلاح.. اليدومي يعلن عن مبادرة وطنية للشراكة السياسية شرف يعود إلى صنعاء مع قيادات حوثية في رحلة أشرفت عليها الأمم المتحدة  الجرادي: الإصلاح حزب جامع لكل اليمنيين ويمثل خلاصة نضالهم في مواجهة الكهنوت والاستعمار  اللجنة الوطنية لتنظيم الواردات تعلن تمويلات بـ314  مليون دولار الخزانة الأمريكية تفرض أكبر حزمة عقوبات تستهدف قيادات وشبكات تمويل الحوثيين..(أسماء)

حي التحرير في صنعاء يصرخ تحت الأنقاض.. لا تعويض، لا مأوى، لا صوت

العاصمة أونلاين - غرفة الأخبار


السبت, 13 سبتمبر, 2025 - 07:53 مساءً

يعيش سكان حي التحرير في العاصمة اليمنية صنعاء أوضاعاً مأساوية بعد الغارات الصهيونية، التي ضربت الحي قبل أيام، إذ لم يتلقوا حتى الآن أي تواصل أو توجيهات من جماعة الحوثي بشأن مصيرهم أو إمكانية توفير مساكن بديلة، فيما يواصلون لملمة جراحهم بأنفسهم وسط أنقاض بيوتهم المهدمة.

عشرات العائلات وجدت نفسها بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في العراء أو التوزع على منازل أقاربهم، بينما لم تُطرح حتى الآن أي خطط من سلطة الحوثيين تتعلق بإعادة الإعمار أو تقديم الدعم الطارئ.

الحي الذي كان يعجّ بالحياة أصبح كومة من الركام، لا يمكن تمييز بدايته من نهايته، فيما ما تزال فرق الدفاع المدني ومتطوعون محليون يواصلون البحث عن جثث الضحايا العالقة تحت الأنقاض.

بحسب مصادر طبية تحدثت لـ”يمن مونيتور”، فقد قُتل نحو 43 شخصاً في صنعاء وحدها وأصيب أكثر من 150 آخرين. كما دُمّر أربعة مبانٍ بالكامل، بينما لحقت أضرار جزئية بمعظم منازل الحي، الأمر الذي أدى إلى نزوح جماعي للسكان.


موقع حي التحرير الذي تعرض للغارات الإسرائيلية
صمت السلطات

وقالت ريما عبدالعليم وهي متضررة من الغارات الإسرائيلية وأصيب ثلاثة من أشقائها: “نزحنا جميعاً مع المصابين إلى منازل أقاربنا. 15 فرداً من عائلتي توزعوا على بيوت العائلة الكبيرة. لم نتلق أي اتصال من السلطات لمناقشة أوضاعنا أو كيفية إعادة بناء منزلنا”.

وتوضح لـ”يمن مونيتور” أن شقيقها تواصل مراراً مع “عاقل الحارة” التابع للحوثيين، لكنه أبلغه بأن المسؤولين الأعلى “لا يردون على الاتصالات”.

تتابع ريما وهي تكبح دموعها إنها توقفت عن الذهاب للعمل في شركة صغيرة قريبة من منزلها، “حالتي النفسية سيئة أشعر أني ما زلت تحت الركام والتراب في أذني وعيني، منذ الهجوم أبكي”.

ورغم إدراكها أن بقاء عائلتها على قيد الحياة يعدّ معجزة مقارنة بجيرانها الذين قضوا تحت الأنقاض، إلا أن صدمتها تتضاعف جراء “اللامبالاة الرسمية” كما وصفتها.

 

“لن يصلحوا أي شيء”
صالح حميد، أحد سكان الحي، يروي أنه كان وعائلته خارج منزله لحظة الغارة، وعندما عاد لم يجد سوى جدران متهدمة ومطبخ مدمر:

وقال لـ”يمن مونيتور”: خسرنا كل شيء في لمح البصر، لم نعد نملك منزلاً قضيت عمري كله أجمع المال من أجله.

وحول إمكانية أن يصلح الحوثيون الدمار وتقديم تعويضات للسكان سخر حميد وقال “لن يصلحوا شيئاً، لا أحد يثق بهم، سأقترض وأصلح المنزل وأعود للسكن فيه”.

وأكد أن السلطات لم تتصل به مطلقاً، مضيفاً “ولن تتصل”.

إلى جانب استهداف الحي، أعلن الحوثيون أن الغارات أصابت مقراً لصحيفة عسكرية تابعة للجيش يديرها الحوثيون، ومحطة وقود في صنعاء، ومنشأة حكومية في مدينة الحزم بمحافظة الجوف. كما طال الدمار المتحف الوطني اليمني الذي أظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تهدم أجزاء من واجهته.



المستشفيات تحت الضغط
الأزمة لم تتوقف عند حدود الحي المنكوب، بل امتدت إلى المستشفيات التي تكافح للتعامل مع العدد الكبير من المصابين وسط نقص حاد في الموارد والكوادر.

قال طبيب في مستشفى الكويت لـ”يمن مونيتور”: لا نملك الكم الكبير من الجراحين والأطباء واقسام الطوارئ، ولا الممرضين والممرضات.

مشيراً إلى أن السلطات -الحوثية- “رفضت تجديد الآلات الطبية وغرف العمليات منذ سنوات رغم المطالب المستمرة، لا نملك إمكانيات تقديم الخدمات للناس فكيف بمصابين في هجوم صاروخي وحشي ودموي”.

وقال مسؤول في المستشفى الجمهوري القريب من مكان الحادثة لـ”يمن مونيتور” إن الوضع “سيء جداً، العشرات مرقدين في المستشفى مع ضعف الإمكانيات، نعاني في الأدوية والمسكنات والحكومة خفضت موازنة المستشفى”.

المستشفى الجمهوري (حكومي) يعاني بالفعل من ضغط كبير مع توقف عمل المنظمات الدولية والمستوصفات في المديريات والمحافظات المجاورة.

وقال المسؤول في المشفى “أوقفوا معظم موازنة المشفى من هيئة الزكاة قبل أسابيع، الوضع سيء”.

ولم يتمكن يمن مونيتور من الوصول إلى وزارة صحة الحوثيين وأمانة العاصمة للحصول على تعليق على الفور.

 
تحكم بالسردية
يخشى المسؤول والمتحدثين الأخرين في هذا التقرير من التحديث خشية من انتقام الحوثيين الذين يفرضون تعتيما كبيراً حول الضحايا ويمنعون وسائل الإعلام المستقلة من لقائهم.

يتحكم الحوثيون بالسردية ما يجعل الرؤية ضبابية لما أحدثته الغارات الإسرائيلية باعتبارها جريمة حرب.

ورغم التعتيم الإعلامي للحوثيين انتشرت مقاطع فيديو وصور لموقع الجريمة على شبكات التواصل الاجتماعي وإن كانت لا تنقل “حجم المأساة كاملاً”.

بهذه الصورة، يقف سكان حي التحرير بين مأساة فقدان منازلهم وأحبتهم، وبين تجاهل سلطات الأمر الواقع التي لم تُقدِّم حتى أبسط أشكال الدعم أو التضامن. لتبقى قصصهم شاهداً على دمار لا يزول بالخطابات، ولا يلتئم بالصمت.

*يمن مونيتور



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1