الأخبار
- أخبار محلية
في كلمة بذكرى تأسيس الإصلاح.. اليدومي يعلن عن مبادرة وطنية للشراكة السياسية
العاصمة أونلاين - متابعة خاصة
الجمعة, 12 سبتمبر, 2025 - 09:36 مساءً
أعلن رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد بن عبدالله اليدومي، في كلمة بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، عن مبادرة سياسية موجّهة إلى كافة القوى السياسية الوطنية، تقوم على تبني ميثاق شرف سياسي يقضي بألا تُحكم البلاد بعد إسقاط انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية إلا بالشراكة والتوافق لعدة سنوات قادمة، إلى أن يستعيد البلد عافيته، ومن ثم الترتيب لإجراء الانتخابات العامة في إطار توافق وطني شامل.
مصالحة وطنية
وأكد اليدومي في كلمته على ضرورة مصالحة وطنية شاملة تقوم على تجاوز تداعيات وآثار الصراعات الماضية، والتفرغ لمواجهة انقلاب الحوثي وإسقاطه، على أن تُحال القضايا بعد ذلك إلى مسار العدالة الانتقالية التصالحية، بما يكفل معالجة المظالم وجبر الضرر واستعادة النسيج الوطني.
القضية الجنوبية
وشدد رئيس الهيئة العليا للإصلاح على أهمية معالجة القضية الجنوبية في إطار الدولة الاتحادية، بما يلبي تطلعات أبناء جميع المحافظات ويحافظ على سيادة الجمهورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
دعم الدولة ومؤسساتها
وجدد اليدومي التأكيد على أن الإصلاح يقف إلى جانب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبنك المركزي، مساندًا مسار الإصلاحات الاقتصادية والخطوات التي أسهمت في تحسن قيمة العملة الوطنية وضبط الأسواق والتخفيض النسبي لأسعار السلع، داعيًا الحكومة إلى الاستمرار في هذه الإصلاحات ومكافحة الفساد وإعادة تصدير النفط وفق ضوابط قانونية ورقابية صارمة.
مرتبات الموظفين والخدمات
كما أعلن تأييد الإصلاح لمطالب رفع مرتبات موظفي الخدمة العامة ومنتسبي الجيش والأمن، والعمل على انتظام صرفها شهريًا، داعيًا لتحسين الخدمات العامة في كل المحافظات، مع التركيز على مشكلتي الكهرباء والمياه في عدن وتعز.
وأكد اليدومي تقدير الإصلاح الكبير لتضحيات القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية والقبائل، داعيًا إلى توحيد التشكيلات العسكرية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية، وتوفير احتياجات المؤسستين العسكريتين والأمنيتين لبسط نفوذ الدولة وتأمين البلاد.
لا ارتباط خارجي
وفي كلمته، جدد اليدومي التأكيد على أن الإصلاح حزب مدني يمني المنبت والجذور والانتماء، لا يرتبط تنظيميًا بأي جماعة أو حزب خارج اليمن، ويتمسك بالعمل الديمقراطي وأدوات التنافس السلمي والحوار، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ثابت منذ تأسيس الحزب.
وهاجم اليدومي ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية بحق اليمنيين، معتبرًا أنها جماعة عنصرية سلالية تستند إلى القهر والقمع والارتباط بالمشروع الإيراني، وتمثل تهديدًا شاملًا لليمن والمنطقة والملاحة الدولية.
المرأة والشباب
وخاطب اليدومي المرأة اليمنية باعتبارها ركيزة أساسية في المجتمع، مثمنًا دور المرأة الإصلاحية. كما وجه رسالة للشباب مؤكدًا أنهم روح الوطن وقلبه النابض بالأمل، داعيًا إلى إشراكهم في إدارة الدولة ورعاية طاقاتهم.
المختطفون والشهداء
وتوقف اليدومي عند قضية المختطفين والمخفيين قسريًا، وفي مقدمتهم القيادي الإصلاحي محمد قحطان، مطالبًا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بسرعة الإفراج عنهم. كما حيّا الشهداء والجرحى، داعيًا الحكومة إلى رعايتهم وتسوية أوضاعهم وإنشاء هيئة خاصة لرعاية أسرهم.
التحالف العربي والقضية الفلسطينية
وجدد اليدومي شكر الإصلاح للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والدول الشقيقة والصديقة، على دعمهم لليمن. كما أكد موقف الإصلاح المبدئي من القضية الفلسطينية، مدينًا جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومؤكدًا حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه المجيد حكاية عن نبيه شعيب عليه السلام: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) والصلاة والسلام على النبي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
فيطيب لنا في التجمع اليمني للإصلاح في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسه أن نتوجه بأصدق التهاني والتبريكات إلى كافة قيادات وكوادر وأعضاء ومؤيدي التجمع اليمني للإصلاح ، وإلى أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج بهذه الذكرى التي تتزامن مع أعياد الثورتين المجيدتين: السادس والعشرين من سبتمبر، والرابع عشر من أكتوبر والجلاء المجيد الثلاثين من نوفمبر، التي مثلت جميعها الميلاد الجديد لليمن المعاصر بعد حقبٍ سوداء من ظلمات الإمامة البائدة، ونَير الاستعمار البغيض، لتلهمنا هذه المحطات الاستثنائية في حياة شعبنا قيم ودروس التحرر من ربقة العبودية الكهنوتية السلالية، والانعتاق من قيود الاستبداد والاستعمار، وتحرير الأرض والإنسان، والانطلاق نحو المستقبل المنشود.
أيها الأخوة والأخوات، أعضاء التجمع اليمني للإصلاح: نحتفل اليوم بذكرى التأسيس التي تجسد ثلاثة عقود ونصفاً من مسيرة العطاء الوطني المتواصل، فقد ولد الإصلاح حاملاً لآمال وتطلعات الشعب للانطلاق نحو المستقبل المنشود في ظل الدولة اليمنية الواحدة، ومناخات التعددية السياسية، وقيم الحرية والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية والتعايش السلمي، فكان الإصلاح أحد منارات البناء الديمقراطي في بلادنا، قائماً على مبادئ راسخة وإيمان عميق بهذا الوطن وسيادته واستقلاله وحرية المواطن وكرامته.
ولقد سلكنا هذا الطريق منذ بداية مرحلة التأسيس منطلقين من ثوابتنا الدينية والوطنية ومن إرث وطني أصيل لتجارب ونضالات مسيرة الإصلاح الوطني في المراحل السابقة التي قادها رواد مسيرة الإصلاح الوطني، ووعي عميق بمسؤوليات مرحلة التعددية السياسية التي كانت ثمرة من ثمار الوحدة اليمنية المباركة، وأهمية الدور الذي ينبغي أن تضطلع به القوى السياسية لترسيخ النهج الديمقراطي، وتوسيع هامش الحريات والحقوق المكفولة قانوناً، وتعزيز حق المشاركة السياسية لكافة الأحزاب والمكونات الوطنية للإسهام في نهضة اليمن الحديث، فكان الإصلاح رافداً من روافد العمل الوطني، وشريكاً فاعلاً في بناء اليمن الحديث، مشاركاً في السلطة وفق نتائج الانتخابات ، ومعارضاً راشداً حين اقتضت نتائج الانتخابات ذلك ، تجذيراً لقواعد الديمقراطية ولمبدا التداول السلمي للسلطة واحتراماً لرأي الناخبين أصحاب الحق الأول في اختيار من يحكمهم، واضعاً نصب عينيه دائماً مصلحة اليمن العليا فوق كل اعتبار، وكنا ولا زلنا من منطلق المسئولية أمام الله اولاً ثم امام شعبنا ثانياً منحازين بشكل دائم لوطننا وشعبنا، وملتزمين بوسائل وأدوات العمل السياسي السلمي في إطار الدستور والقانون في كافة المراحل والمنعطفات.
إن مسيرتنا السياسية اليوم هي امتداد لذلك الخط الوطني الواضح، وتقوم على قناعة راسخة بأن الشراكة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا المشتركة، ولهذا فإننا في الإصلاح نرى أن دورنا هو تعزيز هذه الشراكة لتحمل أعباء المرحلة، وذلك من خلال مشاركتنا الفاعلة جنباً إلى جنب مع كافة القوى والمكونات الوطنية إسناداً لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكافة مؤسسات الدولة، فالعمل المشترك هو القوة الرافعة التي ستمكننا جميعاً من استعادة الدولة وإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية، وهذه القناعات المتجذرة لدينا بأهمية الشراكة هي ما تدفعنا لدعم كل صيغ الشراكات الوطنية حاضراً ومستقبلاً ، وفي هذا السياق ولتعميق مفهوم الشراكة الوطنية بذل التجمع اليمني للإصلاح كافة الجهود الصادقة ومعه شركاء العمل الوطني من أجل تأسيس التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية ليكون رافعة سياسية متينة لمساندة الشرعية للقيام بدورها في انهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وبموجب شراكة حقيقية مبنية على المسئولية المشتركة دون استحواذ أو إقصاء، وبتبني خطاب وطني مسئول يعزز وحدة الصف والأهداف؛ ويمكننا من مواجهة التحديات الراهنة وحل مشكلات الحاضر والمستقبل.
ويؤكد الإصلاح على أهمية وضرورة معالجة القضية الجنوبية ، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية، تلبي تطلعات أبناء جميع المحافظات وتحافظ على سيادة الجمهورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
ويدعو الإصلاح إلى مصالحة وطنية شاملة تقوم على تجاوز كافة تداعيات وآثار الصراعات الماضية، والتفرغ الحصري لمواجهة انقلاب مليشيات الحوثي وإسقاطه، على أن تخضع تلك القضايا بعد ذلك لمسار العدالة الانتقالية التصالحية، بما يكفل معالجة المظالم وجبر الضرر وبناء الثقة واستعادة النسيج الوطني.
وفي هذه المناسبة فإننا في التجمع اليمني للإصلاح نتقدم بمبادرة- نوجهها إلى كافة القوى السياسية الوطنية دون استثناء- لتبنّي ميثاق شرف سياسي، يقضي بألا تُحكم البلاد بعد إسقاط انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إلا بالشراكة والتوافق لعدة سنوات قادمة، إلى أن يستعيد البلد عافيته، ومن ثمَّ الترتيب والتهيئة لإجراء الانتخابات العامة في إطار توافقٍ وطني سياسي شامل.
أيها الأخوة والأخوات: إننا في التجمع اليمني للإصلاح وقياما بمسئوليتنا الوطنية نؤكد على وقوفنا المستمر بجانب أبناء شعبنا اليمني في ظل المحنة والمعاناة والظلم والطغيان التي أنتجتها مليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة حتى اليوم، ولأننا نؤمن بأن رفع المعاناة لا يكون إلا بإنهاء أسبابها، وبأن المعركة الوطنية الشاملة لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة تتطلب المضي في عدة مسارات متوازية؛ فإننا نساند بقوة جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبنك المركزي، في مسار الإصلاحات الاقتصادية، والخطوات والإجراءات الأولية التي أدت إلى تحسن قيمة العملة الوطنية، وما رافقها من إجراءات في ضبط الأسواق والتخفيض النسبي في أسعار السلع والمواد الغذائية التي تلامس الحياة المعيشية للمواطنين في المحافظات المحررة، ونحث الحكومة على مواصلة هذا النهج لتحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد وتهيئة الأسباب والظروف اللازمة لإعادة تصدير النفط باعتباره المورد الرئيسي لرفد الموازنة العامة للدولة وفق أسس وضوابط قانونية ورقابية صارمة تكفل الشفافية والنزاهة والحد من تدخلات لوبيات الفساد والمصالح الضيقة.
كما نعلن تأييدنا لمُطالبات رفع مرتبات موظفي الخدمة العامة ومنتسبي الجيش والأمن وبحيث تحقق الحد الأدنى على الأقل من المعيشة الكريمة للمواطنين وضرورة العمل على انتظام صرفها شهرياً، وندعو مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى بذل الجهود المخلصة من أجل توفير سبل العيش الكريم للمواطنين وتحسين الخدمات العامة في كافة أرجاء الوطن، ونؤكد بشكل خاص على ضرورة معالجة مشكلة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن وايلاءها مزيداً من الاهتمام وبما يخفف من معاناة أبنائها الاحرار و يليق بمكانتها وتاريخها، وكذا ضرورة الاهتمام بحل مشكلة المياه والكهرباء في محافظة تعز الصامدة، التي تعاني الحرمان والخذلان، وبما يخفف من أعباء ومعاناة أبنائها الأوفياء، ويعزز من صمودها الأسطوري ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، كما نؤكد على أهمية معالجة مشكلات الكهرباء وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين في كافة المحافظات .
وفي هذا الصدد نتقدم بالشكر والعرفان لأشقاء اليمن وأصدقائه وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الشقيقة على دعمهم لخطوات التعافي الاقتصادي، وندعوهم إلى الاستمرار في تقديم الدعم والإسناد للحكومة لاستدامة الاستقرار المالي والاقتصادي وتحسين الوضع الخدمي والمعيشي، فما زالت الحاجة ماسة إلى مزيد من التعاون والجهود النبيلة لتحقيق تطلعات الاستقرار والرخاء لجميع أبناء اليمن.
أيها الأخوة والأخوات: نؤكد في هذه المناسبة لأبناء الشعب اليمني الحر في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، بأننا نعيش همومهم ونشاركهم مشاعر الألم والمعاناة التي يقاسونها بشكل يومي نتيجة الانتهاكات والاضطهاد الممنهج من قبل مليشيا الحوثي العنصرية الإرهابية، التي تحاول الحفاظ على وجودها بقوة السلاح والقمع والقهر والإرهاب ، وإهدار الكرامة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني وحرياتهم وهويتهم الوطنية، والسطو على حقوق المواطنين وأملاكهم، وتدمير البنية التحتية ومقومات الاقتصاد الوطني، لتؤكد نهجها الاستحواذي على السلطة والثروة، وهيمنة فئة سلالية مجرمة تدّعي زعمًا حقاً إلهياً في استعباد الناس وتتقرب الى الله كما تزعم بظلمهم ونهب أموالهم وانتهاك حرماتهم وهو ما يخالف في جوهره العقيدة الإسلامية والنصوص الشرعية الثابتة والدستور اليمني ومبادئ المواطنة المتساوية، مع استمرارها في رهن اليمن وموقعه الاستراتيجي لصالح المشروع الإيراني التوسعي وتهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، حتى أصبحت هذه الجماعة الإرهابية مهدداً شاملاً لمصالح اليمن أرضاً وإنساناً، وللمصالح الإقليمية والدولية، جاعلة من القضية الفلسطينية مدخلاً تخدع به المتحمسين والبسطاء وتمارس من خلاله مزيدا من الظلم والهيمنة واضطهاد الشعب اليمني مستدعية في ذلك إرث الامامة البائدة الظالمة ضد اليمن واليمنيين والذي لا فرق بينه وبين ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
وفي هذا السياق نحيي إرادة الصمود لأبناء الشعب اليمني الحر، المتمسك بثوابته الإسلامية وهويته الوطنية، وقيم الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر، ومكتسبات النظام الجمهوري، الرافض لممارسات الظلم والطغيان الكهنوتي، والتي كان اخرها حملة الاعتقالات الظالمة التي طالت العديد من أبناء الشعب اليمني البطل في محافظات إب وصنعاء وصعدة والضالع والبيضاء وغيرها من المحافظات المحتلة ساعية في ذلك الى كسر إرادة أبناء الشعب اليمني العظيم، لكننا نؤكد على أن هذه الإرادة الصامدة هي وقود الأمل وصرخة الحق التي تؤكد بأن الشعب لا يقهر مهما امتد الاستبداد والكهنوت، ونحن على ثقة ويقين بأن نهاية هذا الكابوس أصبحت قريبة، وأن نضالات الشعب وتطلعات أبنائه تقف على أعتاب فجر قريب بإذن الله تعالى.
أيها الأخوة والأخوات: نجدد تقديرنا الكبير لكافة التضحيات التي يقدمها أبناء شعبنا في الدفاع عن الدولة والنظام الجمهوري والهوية الوطنية، ونقف بكل فخر وشموخ، عرفاناً وامتناناً؛ للدور البطولي لأبناء المؤسستين العسكرية والأمنية وثباتهم الشجاع للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه، وانطلاقاً من استشعارنا للمسئولية الملقاة على عاتق المكونات السياسية تجاه هذه المؤسسات الوطنية التي تقدم خيرة أبنائها دفاعاً عن الوطن في أصعب الظروف؛ فإننا ندعو مجلس القيادة والحكومة إلى العمل الجاد لتوفير متطلبات واحتياجات المؤسستين العسكرية والأمنية لبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتأمين خطوط الملاحة الإقليمية والدولية. كما نجدد تأكيدنا على أن مصلحة الوطن والدولة تتطلب توحيد التشكيلات العسكرية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية وتوحيد مرتبات منتسبيها، وندعو الجميع إلى تغليب المصلحة الوطنية، والتعاون مع قيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي لتوحيد الصف والهدف والقوة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنية الجامعة، وفي مقدمتها إنهاء انقلاب مليشيات الحوثي واستعادة الدولة. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تعزيز وحدة مكونات الشرعية وتفعيل جميع مؤسساتها، وعودتها إلى الداخل لممارسة أعمالها ومهامها الوطنية.
كما نتقدم بالتحية والعرفان لقيادات وأبطال المقاومة، وقبائل اليمن الحرة المساندة للقوات المسلحة في أحلك الظروف والتي تقف بكل بطولة ومسئولية في مختلف الميادين، وفي مقدمتها قبائل مارب الأصيلة التي ما زالت بمواقفها الوطنية تصل الحاضر بأمجاد الماضي التليد، فلهم ولكافة قبائل اليمن التحية، ولرجالها الشجعان الذين جمعهم نداء الوطن وشرف الموقف كل الاحترام والتقدير، كما نحيي كافة الأبطال المرابطين في ثغور ومواقع الشرف والبطولة، وكافة المناضلين في مسارات العمل السياسي والإعلامي والحقوقي المساند للمعركة الوطنية.
أيها الأخوة والأخوات: نؤكد على ترحيبنا بالنقد البناء مهما كان مصدره، ولا نعتبره استهدافا او تهديداً بل فرصة للتصحيح وتقويم المسار، فكل رأي يوجه إلينا، نتعامل معه بوعي وانفتاح، لأننا نؤمن بأنا لسنا فوق النقد وأن النقد البناء يكشف لنا ما قد يغيب عن أعيننا، ويرشدنا إلى مكامن الخلل ويعيننا على التقويم والتصحيح، ومن هذا المنطلق فإننا لا نرى في النقد خصومة مهما بلغت حدته، بل نعده نوعا من الشراكة في مسيرة البناء والتطوير، وفي الوقت نفسه فإن الإصلاح يدرك أن حجم تأثيره السياسي، وسعة امتداده وانتشاره الوطني، والحركة الفاعلة لمؤسساته وقياداته وكوادره وأعضائه في مختلف مجالات النضال والعطاء السياسي والمجتمعي والوطني، يجعل منه محط اهتمام وتناولات المنخرطين في الشأن العام والمهتمين والمتابعين للشأن السياسي اليمني، الامر الذي يجعلنا نفهم ونقدر ونعذر كل صاحب نقد يوجه الينا، ويؤكد الإصلاح عزمه على المضي في حوار داخلي صادق ومسؤول، يمهّد لإجراء تقويم شامل يرسخ دعائم التطوير ويؤهله لمواكبة المتغيرات المتسارعة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، خدمة للوطن واستجابة لتطلعات شعبنا، وفي كل الأحوال فإنها فرصةٌ ننتهزها للتأكيد مجدداً على أن الإصلاحَ حزبٌ مدنيٌ يمني المنبت والجذور والانتماء، وليس له علاقة تنظيمية من قريب أو بعيد بأي حزب أو جماعة خارج حدود اليمن، يُعلي القيمة المركزية لفكرة الدولة ومؤسساتها الرسمية، ويعمل في إطار دستورها الوطني وتحت سقف قوانينها المحلية، ويتمسك بقواعد العمل الديمقراطي وأدوات التنافس السلمي، ويلتزم بقيمة الحوار كوسيلة مُثلى للتواصل الإيجابي مع كافة القوى والمكونات الوطنية.
وهذا الموقف ليس بجديد علينا فقد أكده الأمين العام للإصلاح في لقائه بقناة الجزيرة في تسعينيات القرن الماضي على عدم ارتباطنا باي جماعة او حزب خارج حدود الجغرافيا اليمنية، ولمزيد من تعزيز هذا الموقف- الذي لا لبس فيه ولا غموض- أعلن الإصلاح ذلك مجددا في الوثيقة الصادرة عنه بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتأسيسه واسميت حينها بإعلان الإصلاح، والتي نصت على "أن التجمع اليمني للإصلاح يمني المنبت والجذور وهو امتداد لحركة الإصلاح اليمنية التاريخية فكراً وسلوكاً في جميع ربوع اليمن، وأن انتماءه الوطني هو الأساس في وجوده وتأثيره السياسي، ومرجعيته يمنية وطنية خالصة"، وأكد الإصلاح في تلك الوثيقة بمنتهى الوضوح والشفافية وقطعا لأي تأويلات أو اشاعات عدم وجود أية علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فأولويات الإصلاح كحزب سياسي هي أولويات وطنية، وكل جهوده تنصب- مع شركائه من القوى السياسية اليمنية- في إخراج اليمن من محنته الحالية وفي النهوض باليمن من وهدته واستعادة أمنه واستقراره ومسيرته السياسية .
وفي هذه المناسبة نؤكد انفتاح الإصلاح على الحوار والتواصل في إطار الدستور والقانون مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، سعياً لبناء وتحقيق الرؤى والتصورات الوطنية الشاملة التي تخرج اليمن من محنته، وتحقق الأهداف الوطنية، وتضمن المصالح المشتركة، وترسم ملامح المستقبل المنشود، في ظل دولة مدنية عادلة، ضامنة لاستقرار اليمن وازدهاره، وأمن واستقرار المنطقة والعالم.
ونؤكد كذلك على نهج الإصلاح القائم على رفض التطرف والعنف والإرهاب، ورفض أدواتها في فرض الأفكار أو الإرادات أو المشاريع، فالإصلاح يُعدّ أبرز المتضررين من آفة الإرهاب والمشاريع المتطرفة بمختلف أشكالها، حيث دفع ثمن وسطيته و تمسكه بنهجه السلمي ومواقفه الوطنية من أرواح ودماء قياداته وكوادره وأعضائه بمن فيهم أولئك الذين تعرضوا للاغتيالات والاستهدافات الإرهابية المباشرة، وقد سبق أن عبر الإصلاح في أكثر من مناسبة عن مواقفه المعلنة تجاه مكافحة هذه الآفة التي تتطلب استراتيجية وطنية شاملة من المعالجات التي لا تقتصر على المعالجة الأمنية فقط بل تتعداها إلى المعالجات الاقتصادية والفكرية والتعليمية والثقافية، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة كل أشكال التحريض على العنف، الذي تتخادم عليه مختلف جماعات التطرف والإرهاب وفي مقدمتها جماعة الحوثي الإرهابية التي تعمل مع أخواتها من التنظيمات الإرهابية على تفخيخ فكر الشباب اليمني بما يهدد حاضر اليمن ومستقبل أجياله ويعمل على زعزعة الامن والسلم الدوليين.
أيتها الأخوات أيها الأخوة: نحيي في هذه المناسبة المرأة اليمنية المناضلة، التي قدمت أرقى معاني العطاء الوطني في مختلف المراحل والمنعطفات، باعتبارها الركيزة الأساسية في المجتمع لتربية النشء على الأسس السليمة والقيم الوطنية، ولبنةً صلبة في البناء الاجتماعي والسياسي والتنموي في وطننا الحبيب، وأخص بالتحية المرأة الإصلاحية التي أثبتت يوماً بعد يوم من خلال مشاركتها السياسية الفاعلة في مؤسسات الإصلاح والحياة العامة، بأنها مصدر الإلهام، وشريكة النضال والبناء مع أخيها الرجل في جميع مراحل وميادين النضال الوطني.
وفي هذه المناسبة أحييكم أيها الشباب بكل فخر واعتزاز، فأنتم عماد الحاضر، وكل المستقبل، كما أنكم تمثلون روح الوطن وقلبه النابض بالأمل، وإن طاقاتكم المتجددة وعزائمكم المتوثبة هي الوقود الدافع نحو غدٍ أفضل إن شاء الله، وأثمن أدواركم المحورية في مراحل النضال والبناء الوطني بمختلف ميادينه، وأدعو الحكومة إلى الاهتمام بالشباب وإشراكهم في إدارة الدولة والحياة العامة، والاستفادة من طاقاتهم في البناء الإيجابي، ورعاية مواهبهم وتشجيع ابتكاراتهم، عبر برامج عملية في المدارس والجامعات والأندية الرياضية، وكافة الأطر والتكوينات الطلابية والشبابية في الداخل والخارج.
أيها الإصلاحيون.. أيتها الإصلاحيات:
إننا في هذه المناسبة نستذكر فخراً ووفاءً، الرواد الأوائل من المؤسسين والمناضلين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل ترسيخ قيم الإصلاح وتحقيق رسالته وبرامجه السياسية والاجتماعية، نترحم على من رحل منهم بعد مسيرة خالدة الأثر، من الوفاء والعطاء الكبير رغم كافة الصعوبات والتحديات التي واجهوها، ونثمن عالياً جهود وتضحيات قيادات الإصلاح وكوادره رجالاً ونساءً في كل محافظة ومديرية وقرية من أرجاء وطننا العزيز، وأخص بتحية الإباء والشموخ، المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون المليشيات الحاقدة، وفي مقدمتهم عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ المناضل محمد قحطان، رجل السياسة والحوار والسلام والتعايش، المخفي قسرياً في سجون المليشيا الحوثية الإرهابية منذ العام 2015م، والذي يمثل نموذجاً صارخاً لمعاناة آلاف المختطفين وأسرهم، ونطالب مجلس القيادة والحكومة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية باستشعار المسئولية القانونية والإنسانية الملقاة على عواتقهم، واتخاذ تدابير جادة لسرعة الإفراج عن كافة المختطفين لدى هذه الجماعة الإرهابية، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد قحطان وكذا موظفو الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن.
كما نقف إجلالاً وعرفاناً أمام تضحيات الشهداء الأبطال والجرحى الميامين الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الغايات السامية، والدفاع عن الوطن واستعادة الدولة، والذين يستحقون كل الاهتمام والرعاية بما يليق بتضحياتهم الجسيمة، صحياً ومعيشياً، ونطالب مجلس القيادة والحكومة بتسوية أوضاعهم، ومنحهم التكريم اللائق بهم، ورعاية أسرهم، وأسر المختطفين، رعاية كاملة بما يحقق لها العيش الكريم، كما ندعو الحكومة إلى استكمال علاج الجرحى وسرعة إنشاء هيئة رعاية الجرحى وأسر الشهداء، لتكون مرجعاً إدارياً لرعايتهم بما يليق بتضحياتهم في المعركة الوطنية.
أيها الأخوة والأخوات: نجدد في هذه المناسبة شكرنا وتقديرنا للتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة اشقائنا في المملكة العربية السعودية التي تقوم على الدوام بالكثير من الجهود الأخوية النبيلة والسخية في دعم اليمن قيادةً وحكومةً وشعباً في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية والتنموية وإعادة الاعمار وعلى ما قدمته المملكة من تضحيات جسيمة من دماء أبنائها الزكية جنبا الى جنب مع اشقائهم اليمنيين، ولدولة الإمارات العربية المتحدة التي ضحت بثلة من خيرة أبنائها على أرض اليمن في إطار التحالف العربي الداعم للشرعية ضد انقلاب جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، كما نشكر باقي الدول الشقيقة وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية على كل ما قدمته وتقدمه من الرعاية والتسهيلات لمئات الآلاف من اليمنيين المقيمين على أرضها هرباً من استبداد وإجرام ميليشيا الحوثي الإرهابية ، كما نشكر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وكافة الدول الصديقة عرفاناً بجهودهم الكبيرة في الوقوف الدائم مع اليمن وحكومته الشرعية لاستعادة الدولة، وما زال بلدنا بحاجة ماسة إلى تعاضد جهود الأشقاء والأصدقاء في دعم الشرعية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، للوصول إلى تحقيق الأهداف الوطنية وترسيخ أمن واستقرار المنطقة، وضمان المصالح الإقليمية والدولية.
أيها الأخوة والأخوات: ونحن نحتفي بهذه الذكرى لا ننسى القضية الفلسطينية والمعاناة التي يتجرعها الشعب الفلسطيني الشقيق طوال مسيرة نضاله لنيل حقوقه العادلة، وإننا إذ نشيد بموقف الحكومة المعبّر عن موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية وما يتعرض له شعبها الأبي الكريم من قبل الكيان الإسرائيلي المحتل من قتل وتدمير وتجويع وتشريد وتهجير ؛ فإننا في هذا الإطار نؤكد إدانتنا الشديدة لجرائم الحرب الصهيونية والابادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة، وجرائم الانتهاكات والاستيطان في الضفة الغربية وكافة الأراضي المحتلة، ونُدين سياسة التجويع ومساعي التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ونؤكد على حقه الثابت في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في إطار المبادرة العربية لعام 2002م وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي هذا الصدد نعرب عن تثميننا العالي لجهود اشقائنا في المملكة العربية السعودية في حشد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، كما نُشيد بمبادرة جمهورية مصر العربية بخصوص خطة إعادة الإعمار والتنمية في غزة، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في مارس الماضي.
حفظ الله اليمن وأدامها حرة عزيزة شامخة
ونسأل الله الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمختطفين والأسرى
وكل عام وأنتم ووطننا بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛
بتاريخ 12/9/2025م
لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline
تعليقات
اقرأ ايضاً
آخر الأخبار
كاريكاتير

الأكثر قراءة
العاصمة اليوم

تقرير حقوقي صادر عن مركز العاصمة الإعلامي
الأحد, 13 أغسطس, 2017

ندوة مركز العاصمة الإعلامي
الأحد, 13 أغسطس, 2017

المرأة في صنعاء لا حرمة لها.. مركز العاصمة الإعلامي يرصد ...
الخميس, 01 يناير, 1970

مركز العاصمة الإعلامي يشهر دراسة بحثية عن استراتيجية إيران ...
الخميس, 01 يناير, 1970
