×
آخر الأخبار
 مسؤولون إسرائيليون يقرّون بفشلهم في 7 أكتوبر وتكبد الخسائر بغزة خبير اقتصادي: نظام صنعاء المصرفي عاجز عن دفع أموال وأرباح المودعين مصادر: مقتل طفل برصاص مالك محل تجاري جنوبي صنعاء بـ "الوثائق".. صراع بين قيادات حوثية على أرض في بني مطر ينذر بمواجهات مسلحة نتيجة استمرار المحاكمات.. صحفي محرر يطالب بتوفير الحماية لكل المختطفين المفرج عنهم الوفد الحكومي: زيارة قحطان شرط لاستئناف مفاوضات الأسرى والمختطفين مأرب..مستشفى كرى يقيم مهرجان فني بمناسبة اليوم العالمي للتمريض مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية تهديدات تطال "أكاديميي" جامعة صنعاء لإجبارهم على إلحاق أبنائهم في "معسكرات "الحوثيين" الصيفية ندوة حقوقية: قرارات الإعدام الحوثية تهدد حياة الصحفيين المحررين

مصيدة المستبد

السبت, 28 أكتوبر, 2017 - 04:58 مساءً


لعب الشيطان في سياق عقود زمنه الاستبدادي سياسة ممنهجه (فرق تسد)، سياسة استعمارية خبيثة لتمزيق لُحمة القوى الوطنية وأصحاب المصلحة الحقيقية للدولة الضامنة للمواطنة والعدالة والمساواة، مستخدما أقذر الأسلحة، وأشدها أذى، إنها المناطقية والطائفية، لسهولة تناولها وما تتركه من صدى ينتشر بسرعة السرطان القاتل، عبر الأحاديث اليومية في مختلف المجالس و الأعمار.
 
كان ذلك عبر نكات تبدو في ظاهر تداولها للمزاح والتسلية فقط، ثم ما لبثت أن توسعت الشروخ الاجتماعية لنجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية، مضرة لكل الأطراف، بل لكل المشاريع الوطنية  والإنسانية، وتتفسخ القيم والأخلاق، ونسقط في وحل من الانتهاكات لبعضنا البعض، وتعاق مشاريعنا الوطنية الجامعة.
 
(فرق تسد)، وسيلة المستبد لتمزيق المجتمع وتوسيع الشروخ ليتمكن من بناء عروشه الاستبدادية، مستبد نصنعه بأيدينا، عندما يأخذه الغرور من كثرة المصفقين والهاتفين لشخصه، والمليشيات التي تحمي كيانه، حتى يصاب بالصمم فلا يسمع الصوت الآخر والرأي الآخر، فتتشكل بطانته من أصحاب المصالح ومنافقي المراحل، الذين يقتاتون من فتات فساده فيصورون له الشركاء مؤامرة تتربص به.
 
الاستبداد فكر عنيد شعاره أنا أو الطوفان، يتصرف بمشيئة القوم خارج القيم الوطنية والإنسانية، غايته تبرر وسيلته، يمكن أن يرتكب أصناف الانتهاكات ليتربع هرم السلطة بلون واحد هو لون الدم.
 
يتشكل الاستبداد في الفوضى ويقتنص الفرص ليمتطي مشروع أحلام وطموحات البسطاء، يزعزع العقيدة كي يختل الوعي وتضطرب الأفكار وتنعدم الرؤية الواضحة، يبث في خطابه غازاته النتنة المتطايرة المشنجة  للأعصاب والمجمدة للخلايا والإحساس والإدراك، القاتلة للأفكار، الرافضة لأدوات البناء السياسي السليم، يختار أدواته بعناية بخطاب تحريضي وتحشيدي، يبيع الوهم، ويشيطن الآخرين، يتحالف مع الرجيم من أدوات الماضي اللعين.
 
الاستبداد هو واقع مشحون وثقافة إلغاء وتهميش، هو خطاب تهديد ووعيد واتهام وتكفير، هو زرع التعصب في نفوس المرضى، والكراهية بين الناس وتمزيق النسيج الوطني والاجتماعي، كل هذه أساليب خبيثة للمستبد الديني والسياسي، ليشق طريقه السلطوي، يتشكل اليوم من أوساطنا بتحالف رداءة الأمس.
 
نحن من أكثر الشعوب التي اكتوت بالاستبداد، قوض كل مشاريعنا الوطنية وشوهها، شرخ المجتمع واللحمة الوطنية، عمد بقدر ما يستطيع في تعويق العقول وافرغ الإنسان من كل قيمة ومبدئه النبيلة والسامية، محاولاً  فقدان الثقة بالقوى المثقفة الناعمة والعقول النيرة، قدمها بصورة هزيلة ومشوهة، حول الوحدة لكابوس، والديمقراطية لمهزلة، والأحزاب السياسية لمطية ومظلة، والوطن طائفة أو منطقة والمسئولية وسيلة للنهب والتسلط والظلم والتعسف والانتهاك، والنزاهة ضعف والفساد بطولة.
 
الرفض القائم اليوم لترسيخ كيان الدولة ومخرجات الحوار، وتجريف الساحة من أدوات التنمية السياسية، وتعزيز دور كيانات خارج إطار الدولة ومليشيات خارج إطار المؤسسة العسكرية الوطنية، والتحالفات الصادمة مؤشر خطير لتشكل مستبد ديني وسياسي، ينبثق من الفراغ الثقافي واختلال الوعي الذي خلفه الماضي، مرسخا كل تلك الممارسات والقيم الاستبدادية، الرافضة للتعددية، والديمقراطية، وقبول الآخر، والاستماع للصوت المخالف والرأي المختلف، لا يطيق التوافق والاتفاق والإجماع  والشراكة.
 
(العسكري بليد للأذى فطن * كأن إبليس للطغيان رباه)، تلك حقيقة النظام العسكري كان انقلابا أو في ثورة شعبية خاصة عندما يأتي من حضن قبلي بدوي متخلف، كم سنوات نحتاج ليقتنع أن السلطة تبادل سلمي، وإنها ليست غنيمة حرب بل هي مسئولية أمة ووطن.
 
*نقلاً عن موقع "يمن مونيتور"
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

أحمد ناصر حميدان