×
آخر الأخبار
الولايات المتحدة وبريطانيا: الحوثيون يواصلون ترهيب وابتزاز العالم بمحاكمات صورية لمختطفين أبرياء الصحفيون المحررون من سجون الحوثي يطالبون غوتيريش بمنع المرتضى من المشاركة في مشاورات مسقط الأرحبي وأنيس يفوزان بجائزة الشجاعة الصحافية لعام 2025 الحكومة ترحب بنقل اليونيسف مقرها الرئيسي كاملًا من صنعاء إلى عدن مجلس الشورى يؤكد رفضه القاطع لأي مشاريع خارج إطار الدولة (نص البيان) بينها الإصلاح ومجلس حضرموت.. المكونات السياسية ترفض إجراءات الانتقالي لفرض سلطة الأمر الواقع في حضرموت والمهرة  اللجنة الوطنية تعتمد تمويلات واردات بقيمة ملياري دولار مجلس النواب يحذر من خطورة فرض واقع خارج التوافق الوطني ويرفض تحركات الانتقالي المسلحة فوز الصحفيين "الأرحبي" و "أنيس" بجائزة الشجاعة للعام 2025م في تحدٍّ صارخ.. الحوثيون يشرعون في محاكمة موظفي الأمم المتحدة المختطفين في صنعاء وغوتيريش يندد
هشام اليوسفي

صحفي مفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي بعد 5 سنوات من الاختطاف التعسفي والتعذيب المروع

الشهادة المؤجلة !

السبت, 24 مايو, 2025 - 06:20 مساءً


لم أكن أعلم أن القدر يخفي لي درسا آخر في الحياة، حينما خطوت في فصول معهد التدريب الإعلامي التابع لوزارة الإعلام في صنعاء، درست دبلوم المهارات التلفزيونية، بصحبة الإعلامي والمدرب خليل القاهري   تعلمت أمام الكاميرا وخلفها، بين زملاء حلموا معي بمستقبل مليء بالصوت والصورة!
لكن الأحداث تسارعت، وصنعاء كانت قد وقعت تحت سيطرة جماعة الحوثي، ومع بدء الحرب بدأ فصل جديد في حياتي. كنت أغطي الوضع الإنساني، أحمل الكاميرا وكلماتي كأدوات لأروي قصص الناس، نجوت من الموت بعد أن طاردني مسلحو الحوثي وأطلقوا النار باتجاهي لأني أحمل الكاميرا ناقلا بها إلى العالم ماذا يحدث في صنعاء وارادوا حجبه، لكن القصة التي لم أتوقعها وأنا أنقل قصص الناس كانت قصتي أنا ورفاقي. تم اختطافي، وأصبحت مغيبا عن الحرية لخمسة أعوام ونصف، خلف جدران السجون، بعيدا عن أحلامي وزملائي الذين احتفلوا بشهاداتهم، استلموها بفرح وأنا في ظلام السجن!
سنوات طويلة مريرة مضت، رأيت فيها الحياة من زاوية ضيقة، سمعت فيها أصواتا من الخارج، ورأيت في خيالي شهادتي التي لم أستلمها، رأيت زملائي يتقدمون في مسارهم الإعلامي، بينما بقيت مكبلا بالألم والصبر!
ثم جاءت لحظة الحرية. خرجت إلى الحياة من جديد، وبعد سنوات الغياب وبعد أن حاول اليأس أن يفتك ببقايا الأمل في قلبي!
وجدتني اليوم هنا، في المملكة المغربية، في عاصمتها الرباط، في المعهد العالي للإعلام والاتصال، أشارك في دورة التقديم التلفزيوني مع الإعلامي القدير Mhamed Krichen محمد كريشان ضمن مبادرة سفراء الجزيرة.
قد يبدو القدر غريبا أحيانا فأنا اليوم بعيد عن السجون، قريب من الحلم. أدرس اليوم ما حلمت به، أتنفس الحرية وأنا أحمل في قلبي قصة الصبر والانتظار.
لا شيء يضيع في حياة المؤمن بعدالة قضيته، حتى وإن غاب، فثمة نور ينتظره في نهاية النفق، اليوم و بين زملاء جدد ومدرب ملهم، أعيش ما لم أتمكن من عيشه حينها واستلمت شهادة أعظم من تلك التي لم أستلمها سابقا لأني كنت قد غيبت خلف الشمس!
هذه ليست مجرد قصة صحفي، بل قصة إنسان لم يستسلم للألم، ووجد في النهاية أن الحياة تعرف كيف تعوض أصحاب الأمل، أحببت أن أشاركها معكم يا أصدقاء!
من صفحة الكاتب على "فيس بوك" 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1