×
آخر الأخبار
حملة حوثية "جديدة" لاستقطاع ونهب أراضي مواطنين غربي "صنعاء" رابطة حقوقية تدعو إلى إعلان 18 أبريل يومًا وطنيًا للمختطفين في "اليمن" قيادي حوثي يواصل احتجاز نجل صحفي في "إب" تعز: مقتل مسن برصاص المليشيا الحوثية في منطقة الشقب ما وراء العزوف عن تداول العملة المعدنية "الجديدة" في صنعاء؟ مستجدات المنخفض الجوي.. وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات في حضرموت أضرار واسعة جراء المنخفض الجوي في حضرموت صحته في أسوأ.. القاضي قطران من "معتقله": انقذوني من "الموت" مركز حقوقي: اختطاف وتعذيب "الحوثي" للخبراء التربويين يستدعي التحقيق "المحايد" خلال نصف شهر.. المليشيا الحوثية تدفن 19 من عناصرها قتلوا في ظروف غامضة
عبد الكريم عمران

شقيق الصحفي المختطف في سجون الحوثيين عبدالخالق عمران

في مدونة الحوثي

الإثنين, 28 نوفمبر, 2022 - 10:04 مساءً

وثيقة حوثية لتملك موظفي الدولة، وتغيير دينهم وهويتهم واستغلالهم لخدمة المشروع الإمامي العنصري، فمن خلال فرض المدونة وإلزام كافة الموظفين بها يكون الحوثي قد عمم وفرض سلوك جماعته وفكرها وعقيدتها على كافة موظفي الدولة بالقوة والابتزاز والمساومة.
 
فهي بكل ما فيها من التعريف إلى الخاتمة تدور حول مسمى الهوية الإيمانية، التي اتخذوها بديلاً عن الهوية اليمنية، والتي تنتهي بالمدجنين إلى الانتماء للحوثي إيماناً بولايته وولاء لسيادته وبراءة من مخالفيه.
 
‏فالهوية الإيمانية، التي يسعى الحوثي لاستبدالها مكان الهوية الوطنية (اليمنية العربية الاسلامية) هى الانتماء والانتساب الولائي باتباع وموالاة الأئمة من سلالة علي، التي يمثلها الحوثي في اليمن والاعتقاد بخيرية وفضل هذه السلالة وعصمة أئمتها وحقهم الإلهي في السطلة الدينية والدنيوية، وهو ما أكدت عليه المدونة، في التعريف، والأهداف، والمرتكزات وفي أغلب البنود الأخرى.
 
‏ففي التعريف المدون، هي "مجموعة من المبادئ والقواعد السلوكية المنبثقة من هويتنا الإيمانية"، بما يعني أنها مبادئ وقواعد تعبر عن الهوية الحوثية بهدف بناء الهوية الإيمانية لموظفي الدولة، أي أن من أهدافها تحويث الموظفين، أما المرتكزات، فهي على عهد علي لمالك الأشتر، دروس من هدي القرآن (الملازم) خطابات ومحاضرات (عبدالملك) الهوية الإيمانية، يلاحظ انها ترتكز في مرجعيتها على مرجعية طائفية شيعية سلالية (عهد علي، ملازم حسين، هذر عبدالملك، هوية الولاية).
 
‏وفيها عوامل تعين على أداء المسؤولية: الاقتداء برسول الله، وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب لو حصروا الاقتداء بالنبي فلا إشكال، إنما إشراك علي في الاقتداء دون الصحابـة، وهدفه، تكريس التشيع بإثبات ولاية وعصمة القول بانه فقط من بقي على الإيمان بعد موت النبي وفيه تلميح بارتداد جميع الصحابة.
 
الالتزامات.. إلزام للدوائر الحكومية بالعمل في نشر التشيع وتنمية الثورية والحشد للمولد وعاشوراء، أما عن التزامات وحدات الخدمة العامة تجاه المجتمع، في العمـل مـع بقية الجهات على تفعيل البرامج، والأنشطة التي تحافظ على الهوية الإيمانية، وهو ما يعني ان الدوائر والمؤسسات الحكومية، ملزمة  بإقامة البرامج والأنشطة التي  تعمل على نشر التشيع وتجريف هوية اليمنيين واستبدالها بالهوية الحوثية.
 
أما عن حمل الروح الثورية، والمشاركة في إحياء المناسبات الدينية والوطنية، فالمدونة تلزم مؤسسات ومرافق الدولة على التحلي بالروح الثورية كانعكاس للثورة الخمينية والحوثية، وتعبر عن ذلك عمليا بإحياء مناسبات الحوثي الطائفية والالتزام بالحضور والمشاركة الفاعلة.
 
وفي مسؤوليات الموظفين، الشخصية: الموظف ملزم بتبني مواقف واضحة من أعداء البلد والأمة والاشتراك بفاعلية في أنشطة التعبئة العامة، بالإضافة إلى السعي المستمر للارتقاء الايماني من خلال التفاعل الجاد مع الدورات الثقافية والبرامج التربوية.
 
كما عليه الالتزام بالمدونة وهو يعني، تبني الموقف الحوثي ومولاته ومعاداة كل من يعاديه ، ويلتزم بالتعبئة العامة الحشد والتجييش والتحريض والتوجيه.
 
أيضاً الموظف ملزم بموجب المدونة، بحضور (الدورات الثقافية) وهي دورات تقام في أماكن سرية، يتم خلالها الاستفراد بالمشاركين وتجريعهم الفكر الحوثي الضلالي بحيث لا يغادرها إلا وقد تم مسخه حتى يكون عبدالملك الحوثي أحب إليه من أبيه وأمه، بل ويؤمن به أكثر من إيمانه بالله سبحانه وتعالى وكأنهم يستخدمون السحر في هذه الدورات.
 
ومن الالتزامات، الالتزام بمبدأ الولاية لله ورسوله والذين آمنوا، بحسب عقيدة الشيعة كما تعج المدونة بمصطلحات، التوجيهات الايمانية، المسؤولية الايمانية، الاخوة الايمانية، التعامل الايماني، الاخلاق الايمانية، الارتقاء الايماني، ومعناها يرتبط بتفسيرهم للإيمان، فهم يطلقون اسم مؤمن على كل أنصارهم، فتجدهم يطلقونه على عناصر، لا تصلى ولا تصوم ولا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا لكنها مؤمنة بولاية عبدالملك الحوثي.
 
‏كما استخدمت المدونة مصطلحي النموذج القرآني والتوجيهات القرآنيه، وهي مصطلحات لا علاقة لها بالقرآن، وانما كاستخدامهم لمسمى (المسيرة القرآنية) كمظلة جامعة لممارساتهم الاجرامية، وإلا فهم لا يهتمون لا بتعلم القران ولا تعليمه حتى أنهم لا يملكون مركز تحفيظ واحد، بل إنهم فجروا عدة مراكز لتحفيظ القرآن، وأغلقوا البقية وحولوها لأماكن للمقيل والاجتماعات لعناصرهم المليشاوية كما أنهم لاحقوا واختطفوا مئات الحفاظ.
 
فما هي نماذج القرآن عندهم وما التوجيهات القرآنية؟.. بالنظر إلى كونهم يعتقدون بأن القرآن "عمى" ما لم يأت على لسانهم ويفهم عبرهم ويفسر من قبلهم كونهم القرآن الناطق وقرناء القرآن!.. إذًا فهم هم نماذجه التي يجب على الموظف الاقتداء بها، وتوجيهاتهم هي توجيهات قرآنية واجبة الاتباع.
 
‏ويكفي لاعتبار المدونة وثيقة تدجين وتحويث للموظفين أنها صادرة عن الحوثي، وهي تريد أن تلزم كل موظف بالالتزام بها كونها صادرة عن الدولة، بمعنى أن الحوثيين قدموا أنفسهم من خلال المدونة كدولة واجبة الطاعة والاتباع، وقد ألزمتهم بالمعاداة والبراءة من كل من يعادي الحوثيين وموالاة كل من يواليهم، بالإضافة إلى أن المدونة تكرس (التشيع) الولاء والبراء للحوثي من خلال تعريفها أنها منبثقة عن الهوية الإيمانية (الحوثية الإمامية) وارتكازها على دروس حسين ومحاضرات عبدالملك، فإنها قد حصرت الاستدلالات في كثير من البنود على أقوال نسبت إلى علي بن أبي طالب و ذلك بغرض تكريس التشيع واختزال الإسلام في علي وسلالته.
 
‏وعن الضوابط الإعلامية تجد فيها أن على الموظف أن يلتزم
يلتزم بعدم إصدار أو نشر بيان، أو مواد، أو تخالف وتناهض السياسة العامة للدولة، أيضاً مقاطعة وسائل الاعلام المعادية والمشبوهة والتحذير منها.
 
وخلاصة الضوابط، عدم معارضة الحوثي، وعدم متابعة إعلام مخالفيه.
 
 كما أن المدونة وسيلة لاحتكار الحوثي للوظيفة، ويأتي ذلك من الأحكام الختامية، إذ المدونة تعد لديهم ميثاق عمل ملزم، وجزء من التقييم الوظيفي، ويجب على الموظف توقيع تعهد التزام يحفظ في ملفه الوظيفي، ولا يستكمل التوظيف للوظيفة العامة إلا بتوقيع التعهد، أي مخالفة لأحكام المدونة يوجب المساءلة والعقوبة.
 
ومن خلال هذه الأحكام، فالمدونة إلزامية وليست مسألة اختيارية، الالتزام بالسلوك الحوثي جزء من تقييم أداء الموظف يترتب عليه المكافأة والعلاوة والترقية او الترفيع أو التأديب او العقاب وغيره، وجوب توقيع تعهد بالالتزام بالمدونة يحفظ في ملفه الوظيفي، لا وظيفه إلا بتوقيع تعهد الالتزام، أي مخالفة للمدونة، توجب المساءلة  القانونية والعقوبة وقد تصل للفصل أو السجن وربما الإعدام.
 
كما أن ثمة أهدافاً ضمنية من فرض المدونة مورداً مالياً إذ إن الحوثي يريد تحويث الموظفين بهذه المدونة ضمن رواتبهم تبعا لذلك، ويفهم هذا من تزامن المدونة مع الحديث عن إطلاق الرواتب لكافة الموظفين، ولأن الحوثي عجز في فرض مقترحه في المفاوضات باستلام كافة المرتبات وصرفها عبره، فقد سارع في إصدار المدونة لامتلاك الوظيفة والموظف ومستحقاته.
كما أنه يريد أن يضمن عدم تمرد الموظفين في حال استلموا رواتبهم، كما تهدف لمعرفة من هو معه ممن هو ضده، ومن خلال فرضها سيحمل المخالفين للرفض والتخلي عن الوظيفة مما يتيح لهم استبدال الوظيفة.
 
هذه لمحة عن الوثيقة العنصرية التي تصادر الوظيفة العامة للحوثي، وتمكنه من تملك الموظف وتشيعه، وتغيير هويته وتطويعه لخدمة مشروعه الاستعلائي الكارثي على حاضر اليمن ومستقبل أجياله.
 


اقرأ ايضاً