×
آخر الأخبار
مأرب.. انطلاق دورة تدريبية حول الذكاء الاصطناعي لمدراء المكاتب التنفيذية بأمانة العاصمة صنعاء.. الحوثيون يحيلون ملفات موظفي الأمم المتحدة المختطفين إلى النيابة تمهيدًا لبدء محاكمتهم صنعاء.. موظفو جامعة العلوم والتكنولوجيا يشكون التعسفات الحوثية القوات المسلحة تستهدف تحركاتٍ حوثية غرب مدينة تعز وتُحبط هجومًا شرق الجوف البيضاء.. 23 معتقلاً يتعرضون للتعذيب على يد الحوثيين المبعوث الأممي يجدد دعوته للإفراج عن موظفي المنظمات المختطفين تعسفيًا لدى الحوثيين حدثان طبيان نادران في صنعاء.. ولادة ثلاثة توائم طبيعيًا وأربعة توائم خُدجًا في يوم واحد تقرير: تراجع واردات الوقود والغذاء إلى الموانئ الخاضعة للحوثيين بنسبة 24% منذ بداية العام الداخلية تُتلف أوراقاً ثبوتية قديمة قادمة من مناطق الحوثيين  مسؤول حكومي: "مليشيا الحوثي قتلت الدكتورة وفاء المخلافي وتُرهب أسرتها للتغطية على الجريمة"

"سبتمبر" صنعاء واصطدام هويّتين

السبت, 09 سبتمبر, 2023 - 10:30 مساءً

 يتعاملون مع النبي ليس فقط كملك؛ يرون أحقيتهم بالدولة التي خلّفها وبإرثه العريض؛ وإنما أيضاً كأداة ابتزاز لكل من آمن به ووسيلة للاتهام والإدانة..
 
 يعيشون على هذا البلد بحس الوافد، متمسكين بهذه الصيغة التي تمكنهم من ادعاء تميزهم العرقي؛ هم السلالة الطفيلية التي عجزت عن تأكيد ذاتها، مستقلة عن الجد الأول. ولأنهم وافدون، ومتمسكون بصيغتهم هذه، فمن الاستحالة أن ينخرطوا في أدبيات وطنية.
 
الهوية الوطنية تعني ابن الأرض، النابت من تربتها، فيما اليمن بالنسبة لهؤلاء غنيمة لا وطناً. هم في حاجة، على الدوام، إلى إبراز هوية أخرى، ليس لتزاحم الهوية الوطنية، وإنما لتبتلعها؛ لتمحو كل الأدبيات التي أنتجتها هذه الأرض وراكمتها على مدى دهور من الأحداث والتقلبات..
 
هي في الواقع؛ هوية مذهب يسعى لانتزاع النبي من مقام النبوة، ليفرضه في وعي الناس فقط كجد لسلالة تنسب إلى نفسها أفضلية؛ هي أكثر ما أنكرها النبي على نفسه. النبي ابن الأَمَة التي "كانت تأكل القديد بمكة"، والذي ما كف يؤكد: إنما أنا بشر مثلكم، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم.
 
يأتي "سبتمبر"، الشهر الذي يضم أهم تاريخ يمني في العصر الحديث، يوم السادس والعشرين، هو يوم الانعتاق من قيود الإمامة إلى رحاب الجمهورية..، فيأتي الأئمة الأحفاد، وهم عاجزون عن أن ينتزعوا من أفئدتنا قيمة هذا اليوم العظيم، يأتون لإغراق صنعاء بلونهم الواحد، مظهرين مدينة "سام بن نوح" وكأنها "مضغة قات" مستهلكة "نَجَعَها" لتوّه "مولعي" عملاق يقطن في الأعلى، أو كأنها مساحة موبوءة بداء "طحلبي" زحف عليها ذات غفلة، وما زال يغطيها إلى أمد.
 
في كل بقاع الأرض، وفي كل مجتمع وعصر؛ ظل يتأكد الدرس التاريخي: بأن المجتمع المعافى المزدهر هو الذي أتاح لنفسه استيعاب بديهية تعدده اللوني، فمضى يتآلف في صيغ رصينة وواعية، متشكلاً كلوحة فنية ثرية الألوان..
 
لكن أبناء الكهوف هؤلاء، وأولاد الخرافة، سواء من يعي منهم هذا الدرس التاريخي، ومن لا يعيه؛ لم يمكنهم إلا الاستسلام لطبيعتهم الجشعة في الاستحواذ.. فما أن لاحت لهم لحظة زمنية انفلتت من وعي الجمهورية، حتى مضوا يعلنون عاصمة اليمنيين محمية خاصة للسلالة. مدينة لا لون فيها سوى لون السلالة، ولا كلمة سوى كلمتها، وتبالغ في ذلك، بالذات في شهرنا هذا، بدعوى الاحتفاء بمولد الجد الذي هو بالنسبة لليمنيين "نبي" نصروه ومكّنوه حين تنكّرت له سلالته وأذاقته الأمرّين..
 
 اليمنيون الذين تحاول السلالة اليوم وضعهم في مأزق الاختيار بينه ورسالته، وبين وطنهم وأدبياته، والذين يعون تمام الوعي أن النبي والرسالة لم يأتيا ليشطبا من وعيهم ووجدانهم حسهم القومي وانتمائهم الوطني، وعساهم يعرفون قريباً كيف ينتصرون لجمهوريتهم، فينتصروا بذلك أيضاً لـ"محمد" النبي من "محمد" الجد.  
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1