تشهد شوارع العاصمة صنعاء حضوراً لافتًا لطلاب المدارس حيث يقفون في طوابير طويلة أمام محطات الغاز بعد أن تركوا فصول الدراسة سعيًا للحصول على "أسطوانة غاز" يصنعون بها طعامًا يبقيهم على قيد الحياة.
 
وقالت مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين" إن شوارع العاصمة صنعاء تشهد حضوراً لافتاً لطلاب المدارس وكأنهم يقفون في طابور الصباح على طول الشوارع، حيث يتبادلون الوقوف في تلك الطوابير لأيام مع أفراد أسرهم بعد توقفهم عن الدراسة ويجهدون أنفسهم لجلب أسطوانة غاز واحدة على الأقل.
 
وبحسب المصادر "تمتد طوابير أسطوانات الغاز المنزلي لأكثر من خمسين متر على طول شوارع صنعاء ويمكث أصحابها منذ أسبوعين بانتظار تعبئتها من المحطات، وأغلب من يقف في هذه الطوابير من الأطفال طلاب المدارس".
 
وأضافت المصادر بالقول "مما يلفت الانتباه أن من ضمن الواقفين أمام طوابير الغاز طلاب بالزي المدرسي، يأتون بحقائبهم ينتظرون وصول أخوتهم من دوامهم الصباحي ليذهبوا بدورهم إلى المدارس في دوامهم المسائي".
 
وعبر أهالي الطلاب عن مخاوفهم على مستقبل أبنائهم في ظل الظروف الراهنة التي أحدثتها مليشيا الحوثي الانقلابية واضطرت المئات من الطلاب على ترك مدارسهم والخروج إلى الشوارع لمحاولة مساعدة ذويهم على مواجهة الظروف القاسية.
 
وتشهد مدارس العاصمة صنعاء تسربًا كبيرا للطلاب والطالبات منذ سيطرة الحوثيين عليها، وجراء تفاقم الوضع المعيشي وتتالي الأزمات ومنها أزمتي الماء الصالح للشرب والغاز المنزلي وارتفاع أسعارها.
 
وفي تقرير لمنظمة "اليونسف" بشأن وضع التعليم في اليمن، أشار إلى أن مليوني طفل أصبحوا خارج المنظومة التعليمية منذ بدء الحرب عام 2015، إذ تأثر التعليم بشكل سلبي لعدة عوامل منها التوقف عن صرف رواتب الكوادر التعليمية لأكثر من عام ما جعل تعليم قرابة 4.5مليون طالب على المحك.