×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين

ليس سجاناً ولا سجناً واحداً.. صحفي محرر يتحدث عن "التعذيب" ومعاناة سنوات الاختطاف

العاصمة أونلاين/ صنعاء


الثلاثاء, 09 مايو, 2023 - 03:54 مساءً

سرد الصحفي المحرر، عبدالخالق عمران جزءاً من المعاناة التي ذاقها وزملاؤه الآخرين، في سجون المليشيا الحوثية في صنعاء والتي استمرت لـ 8 سنوات تنوع فيها التعذيب ما بين النفسي والجسدي والتهديد بالإعدام في محاكم المليشيا غير القانونية.
 
لم يكن سجاناً واحداً من ارتكب أفظع الانتهاكات بحق عمران وزملائه الصحافيين، كما أن المليشيا زجت بهم في سجون متعددة، والتي تديرها قيادات عليا في المليشيا.
 
جاء ذلك في حديث للصحفي عبدالخالق عمران، لقناة بلقيس الفضائية، والذي استفاض فيه عن ظروف السجن مشيراً إلى أنها كانت رحلة من العذاب والتعذيب والقسوة والضرب بالأيدي والعصي والحديد، والصعق بالكهرباء، والإيهام بالموت والتعليق، وشتى صنوف التعذيب، التي بدأت منذ 9 يونيو 2015م، وحتى 16 أبريل 2023م.
 
عمران، والذي أفرج عنه مؤخراً، تحدث في برنامج المساء اليمني، عن سنوات الاختطاف، التي تجاوزت الـ7 سنوات، وعن ملف المختطفين، ومصير من لا يزالون خلف قضبان المليشيا، معتبراً خروجه مولدا جديدا، وكان في السجون لا يعيش إلا على الأمل، فـ "الاستسلام في السجون يعني الموت" حد تعبيره.
 
وكشف في عرض مقابلته التلفزيونية، أنه تعرض لصنوف شتى من العذاب هو وزملائه الصحفيون، مؤكداً إصابتهم جراء التعذيب، بأمراض كثيرة، منها: انزلاقات في العمود الفقري، وكنا نتقيأ دما من شدة التعذيب، ونعاني من ضعف في النظر، ومن التهابات في المفاصل، ومن أمراض في المعدة والقلب والسكر".
 
ويرى أن "التعذيب، بالنسبة لمليشيا الحوثي، وجبة يومية وعمل مقدَّس"، مضيفا: "الحوثيون كانوا يقولون لنا: نحن نتقرب إلى الله بتعذيبكم"، مشيرا إلى أن "هذا شيء في غاية البشاعة أن يكون هناك من يدّعي الإنسانية ويعتبر أن تعذيب الصحفي هو عمل مقدّس يقربه إلى الله".
 
أما عن السجون التي عذب فيها، ذكر الصحفي عمران، سجن البحث الجنائي، الذي تم تعذيبه فيه تعليقاً على ارتفاع كبير أمام مرأى ومسمع من السجناء، وقال "كنت أصرخ وأصيح بأعلى صوتي.
 
وكان ثاني السجون سجن الثورة الذي تعرض فيه عمران للضرب بالعصي والحديد، بسبب المطالبة بالأدوية، واستمر الضرب عليه وزملائه حتى وقوعه على الأرض.
 
وأشار إلى أن من السجون التي تعرض فيها للتعذيب، السجن الخاص برئيس ما تسمى لجنة الأسرى، عبدالقادر المرتضى، متذكراً بأن تعذيبه كان عندما طالب بالدواء والطعام، وقدر تعرض للضرب والتعليق والشتم، واصفاً المليشيا بأنها لا تملك غير التعذيب والشتم والإهانة.
 
ومن السجون الأخرى "سجن الأمن السياسي" الذي يديره يحيى سريع، ناطق المليشيا مؤكدا أن سريع كان يأتي إليه شخصيا، ويقوم بخنقه بيديه، وضربه، وصفعه بشكل قذر، وهو مقيّد بالقيود على قدميه ويديه.
 
وأفاد أنه في البحث الجنائي كان هناك شخص يُدعى أبو شريف هو من كان يمارس التعذيب، وفي سجن الثورة كان هناك شخص يُدعى أبو أحمد وهو مشرف السجن، وفي احتياطي الثورة كان هناك شخص يُدعى أبو علي واسمه سليم القاضي، وفي سجن عبدالقادر المرتضى، المرتضى هو من كان يمارس التعذيب بحقنا شخصيا.
 
وأضاف: "سجن عبدالقادر المرتضى هو سجن خاص به وبأخويه أبو شهاب، ومجد الدين"، مشيرا إلى أن أبو شهاب كان يتولى الجانب الأمني، ومجد الدين كان يتولى الجانب المالي، وجميعهم كانوا يمارسون أبشع أنواع التعذيب بحقه وزملائه، وكانوا يقولون لهم إنهم لا يعملون شيئا من ذوات أنفسهم، وإنما بتوجيهات من سيدهم عبدالملك الحوثي، وأن هذا عمل مقدّس.
 
وأوضح: "عبدالقادر المرتضى شخصية عدوانية إرهابية وسادية، يعتدي على السجناء، وهناك أكثر من شخص يمكن أن يؤكد هذه الحالة، وأن هناك أطفالا وكبار سن اعتدى عليهم، ولا يزالون حتى الآن في السجون، وكان ينزل شخصيا ويقوم بالتعذيب بيده".
 
وطالب بأن يدرج اسم عبدالقادر المرتضى ضمن قائمة العقوبات والإرهاب.
 
وتابع: "نقول لـ عبدالقادر المرتضى إننا نعده ألا نتركه، وسنعمل بكل جهودنا مع الزملاء الصحفيين ونقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين، وسنرفع دعوى ضده وضد سيده عبدالملك، ولن نترك الدماء التي سالت من الزميل توفيق المنصوري، ولا التعذيب الذي تلقيناه، والحرمان من أبسط حقوقنا، والإخفاء القسري الذي تعرضنا له، وأخذه لأموالنا، ووضعنا كدروع بشرية في المعسكرات".
 
وأضاف: "عندما تعرّضنا للقصف، في شهر ديسمبر 2021م، في سجن عبدالقادر المرتضى، هو من وضعنا في ذلك السجن كدروع بشرية، وهم منذ البداية كانوا دائما ما يهددونا بأنهم سيضعوننا في الأماكن المستهدفة كدروع بشرية".
 
وقال: "كنا في سجون مليشيا الحوثي لا يمر أسبوع أو شهر إلا ونتعرض للتعذيب الجسدي، أما التعذيب النفسي كنا نتعرض له كل يوم وكل لحظة".
 
وأضاف: "نحن نحاول أن نتجاوز المشاهد المفزعة وآثار التعذيب، لكنها ستظل عالقة في الذاكرة إلى أن ننقضي من هذه الحياة، فهي كانت سنوات مريرة ورحلة مظلمة عند جماعة ظلامية، فمجرد حجز حريتك 8 سنوات هذا أمر كافٍ لأن تظل ترافقك مدى الحياة، وأن تسعى لأخذ حقك مهما كان الثمن، ونؤكد أن ذلك سيكون بطرق سلمية".
 
وزاد: "لا زلنا نعاني من مشاكل كثيرة، حتى عندما ننام الآن لا نستطيع أن ننام، فقط ننام لمدة خمس دقائق ونصْحوا بطريقة مفزعة ومرعبة، فنفسياتنا لا تزال متعبة، إضافة إلى التعب الجسدي والبدني، خصوصا وأننا نرى سجاننا ومعذبنا يتحرك بحرِّية في عمليات التفاوض".
 
 يقول الصحفي عبدالخالق عمران: "مسار المحاكمة، التي تعرضنا لها أنا وزملائي الصحفيون، هو جزء من مسار التعذيب، فمنذ العام 2017م، عندما تمت إحالتنا إلى النيابة، لم تتعامل النيابة معنا ولا مع أقوالنا، وإنما تعاملت مع ملفات Word جاهزة؛ سلمتها إليها مليشيا الأمن السياسي على شكل ملازم، تمت طباعتها، وفيها تُهم وأقوال منسوبة إلينا".
 
وأضاف: "تحدثنا مع وكيل النيابة حينها: على أي أساس يتم التعامل مع هذه المحاضر، على الرغم أنها حتى غير مكتوبة يدويا، ومرات عديدة عندما كنا في غرف التحقيق ومغلقين على أعيننا كانوا يبصّمونا على الكثير من الأوراق، ولا ندري ما هي هذه الأوراق، التي نبصم عليها".
 
وتابع: "أن يسرقك شخص من عمرك حتى 8 ساعات هو شيء كبير، فنحن كنا نُصاب بالرُّعب عندما نقضي 8 سنوات في سجن، ونخرج على واقع متغيّر، فهذا شيء رهيب، ولحظة لا يمكن أن تتصوَّرها إلا وأنت تعيش في سجن، لذا كان يوم خروجنا كأنه ميلاد جديد لنا".
 
ولفت: "عندما كنا مضربين عن الطعام في 2016م، زارنا القيادي الحوثي محمد البخيتي، وقال لنا: لقد تضامنت معكم الأمم المتحدة، لكن حتى وإن تضامنت معكم الأمم المتحدة ومجلس الأمن فإن عقوبتكم هي الإعدام".
 
وأشار إلى أن "جميع المعتقلين والمختطفين وضعهم مأساوي جدا، ويعانون معاناة شديدة في سجون المليشيا، فهم يتعرَّضون للتعذيب والإهانات، ووصل بالمليشيا إلى أنها تقوم بتعذيبهم وإهانتهم أمام أسرهم، وإلى نهب أموالهم، وإلى تهديد وابتزاز أسرهم".
 
وقال: "هناك زملاء لنا من المعتقلين في سجن الأمن والمخابرات التابعة للمليشيا مخفيون منذ نحو شهر تقريبا".
 
يقول الصحفي عمران: "إذا حسبنا طيلة السنوات، التي قضيناها في سجون مليشيا الحوثي، ما الذي أنجزه الإرهابي عبدالملك الحوثي، سنجد أن كل ما أنجزه هو بناء السجون وفتح المقابر، فأي مكان يحتله أو يسيطر عليه يقوم بافتتاح سجن ومقبرة".
 
وأوضح: "مليشيا الحوثي مشروع موت، حوّلت صنعاء ومناطق سيطرتها إلى مقابر، فعندما خرجنا من سجن الأمن المركزي بصنعاء وجدنا صور القتلى معلقة بكل مكان، لذا لم يكن لدي شيء لأقوله عقب وصولي إلى مأرب من سجون المليشيا غير أن صنعاء أصبحت مدينة الموت".
 
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير