×
آخر الأخبار
قرار رئاسي بتعيين نواب وزراء في خمس وزارات   الداخلية تمنع تصوير وقائع تنفيذ أحكام الإعدام "20مليون خسائره".. مالك محلات "اعراس" في صنعاء يشكو تعسفات مليشيا الحوثي "منها عشر طائرات" .. خسائر كبيرة مطار صنعاء والحكومة تحمل مليشيا الحوثي كامل المسؤولية تكتل القوى السياسية يدعو لبدء معركة الخلاص الوطني لاستعادة الدولة مسؤول حكومي: مليشيات الحوثي لا ترى في مقدرات الشعب سوى "غنيمة حرب" ترامب: الحوثيون استسلموا "اليمنية" تؤكد تعرض ثلاث من طائرات للتدمير بمطار صنعاء وتحمل مليشيا الحوثي المسؤولية اختتام المؤتمر الوطني للتعليم "الواقع والتحديات" في مأرب مصدر في "اليمنية" يكشف حجم الأضرار في مطار صنعاء جراء الغارات الإسرائيلية
د. متعب بازياد

كاتب وسياسي يمني

طوف على صنعاء وعرّج على عدن ياطير (حضرموت البعد الثالث)

الثلاثاء, 26 مايو, 2020 - 01:38 صباحاً

ظلت حضرموت على بعد المسافات -600ميل تقريبا - من عواصم اليمن المعاصرة  صنعاء وعدن، على صلة وثيقة بما يدور هناك ومتفاعلة معه سلبا وايجابا، في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ناهيك عن الاتصال الوجداني المتجاوز للحدود المصطنعة والاسوار الوهمية التي بناها المستعمر في عدن و الائمة في صنعاء.
 
يقول مؤرخ حضرموت الاشهر محمد عبدالقادر بامطرف إن( يمنات) اطلقت في القديم على ساحل الشحر الى تخوم عدن. وهذه الاصقاع الواسعة. كانت تٌضَم الى مناطق اليمن وجباله الداخلية وتهائمه.
 
واحياناً هي التي تتمدد شمالا لتضُم اجزاء من هذه المناطق اليها بحسب قوة الدولة هنا او هناك، فناحية حضرموت ومهره الى ظفار كانت ذات شأن عظيم في التجارة والعلاقات الدولية لعاملين أساسيين، موقعها على طريق الحرير وكمصدر رئيس لتجارة اللبان. فطارت سمعتها التجارية في الافاق، واكتسبت خبرة ومراساَ في الطرق البحرية راكمتها شبكة واسعة من ربابنة السفن.
 
هذه الميزات الجيوسياسية ناضل أبناء المنطقة للحفاظ عليها ومنع فقدانها- حتى لا تُهجر سواحلهم وتكسد تجارتهم –في منافستهم لمرافئ شرق اسيا والقرن الافريقي ومستعمرة عدن خاصة بعد افتتاح قناة السويس. وفي نفس الوقت الذي كانت فيه عدن تتقدم بسرعة لتكون مركزا عالميا للتجارة ومنصة للتنوير في المنطقة –الجزيرة والخليج- كانت صنعاء تغرق في عزلتها منكفئة على نفسها منسحبة من أي تأثير ذا شأن في المشهد الاقليمي.
 
حضرموت وجيرانها في الشرق وان كانت تمتلك مقومات معتبرة بمعايير الدولة القُطرية الحديثة- كثير من الاقطار المجاورة اقل مساحة وسكانا وموارد وموقع جيوسياسي-الا انها ظلت متشبثة بروابط الانتماء لكيان اكبر وناحية اوسع في جنوب الجزيرة العربية
 
 فالدويلات المتصارعة في حضرموت مطلع القرن العشرين لم تجد نفسها – وان حاولت الاستقلال- الا جزء من هذا الجوار المتصل جغرافيا والحاضر وجدانيا والمشترك تاريخاً والمستبك عرقا ولغة ودينا.
 
كيف لا يشدهم سحر القطبين، فصنعاء بمكانتها المركزية وبالكثافة السكانية الاهم في اليمن وتاريخها واسمها الطاغي بين حواضر المنطقة علما وادبا وفنا لم تزل مصدر الهام ومهوى افئدة وجذوة ثورات لم تنطفئ. وعدن التي اضحت درة التاج البريطاني غدت مركز جذب للاستثمار وقبلة رجال المال والتجارة من كل الاصقاع والحضارم اصحاب الباع الطويل في هذه المهرة في طليعة المتطلعين.
 
 جميع نواحي اليمن يصدق على علاقاتها البينية ما يصدق عن علاقة حضرموت  بعدن وصنعاء خلال  مائة سنة مضت على الاقل. وان كان لناحية حضرموت-وشرق اليمن بشكل اعم- من تميز فيعود غالبا لاستعداد الساحل اكثر من الجبال والمناطق الداخلية للاندماج والاتصال بحضارات مشاطئة واستقبال الهجرات- خلال القرنين الماضيين- في الاتجاهين. فلا يمكن لاحد ان يغفل تأثير المهاجرين الحضارم في شرق اسيا وافريقيا والحجاز وتأثرهم ايضاً.
 
وخلال الثلث الاول من القرن العشرين ومطلعه بشكل خاص لم تكن الحدود السياسية التي عرفتها المنطقة لاحقا قد اخذت بعدها التقسيمي ولم تٌرسم بعد في نفوس سكان المنطقة الذين كانوا يتنقلون بين كل هذه النواحي بحرية كاملة. حتى ان التشريعات التي سنتها الادارة البريطانية بشأن الجنسية في عدن لقيت استنكاراً كبيراً ومقاومة شديدة لمحاولة حرمان المواطنين من خارج عدن حق المواطنة واعتبارهم اجانب عنها...يتبع


*من صفحة الكاتب على فيس بوك


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1