×
آخر الأخبار
في بيان أممي الإفصاح عن دخول أكثر من 50 مليون طن متري من البضائع إلى موانئ الحوثيين أمين إصلاح أمانة العاصمة يؤكد فشل كل محاولات الحوثي إخفاء صورته الشيطانية طوال فترة الانقلاب من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي

صنعاء في عام.. من يوميات مدينة يخنقها إرهاب الحوثي وطهران

الثلاثاء, 15 فبراير, 2022 - 08:55 مساءً

بعد سبع سنوات من احتلال ميليشيا الحوثي الإيرانية صنعاء، تحولت عاصمة اليمنيين التأريخية إلى مدينة أشباح "لا يُنصح بالعيش فيها"، وتوصف بأنها "ثالث أسوأ مدن العالم"، كما تحدثت عنها المجلة الإسبانية "موي نيغوثيوس إي إيكونوميا" عام 2018، بعد بغداد، ومدينة بانغي في جمهورية أفريقيا، بسبب التدهور الأمني والنزاعات المسلحة وسوء الخدمات وتدني مستوى المعيشة. ومن يدري ربما أصبحت مع انتهاء عام 2021، المدينة الأولى كأسوأ عاصمة في العالم، بعد كل ما طرأ عليها حتى ديسمبر الفائت 2021، فصنعاء العاصمة تحولت إلى أطلال، وتغيرت طبيعة الحياة فيها بشكل شبه كلي، يستيقظ سكانها كل يوم ليجدوا شيئاً ما، غريباً يحدث تدريجياً، فشوارع رئيسية تغيرت أسماؤها، وهناك تقام احتفالات لا يعرفون عنها شيئاً، وعندما يذهب أطفالهم إلى المدارس يلقنون مصطلحات دخيلة تحتل كتبهم الدراسية بقوة السلاح. يعيش داخلها ملايين اليمنيين يفتقرون لأبسط الخدمات العامة بجوار حفنة من قيادات المليشيا تحولوا إلى أثرياء منذ سبتمبر 2014، وتمارس فيها السلالة الحوثية سياسة الفيد ومليشيا الغنيمة، وقامت بنهب الممتلكات والأموال العامة والخاصة وارتكبت العديد من الجرائم والانتهاكات في وضح النهار أو تحت جنح الليل. في هذا التقرير الذي ضم حصاد عام 2021، من العاصمة المختطفة صنعاء، حاولنا رصد جزء من تلك الانتهاكات التي تغرق بها صنعاء وشوارعها على أيدي عصابات الحوثي الإيرانية، في يوميات لا تشبه تلك التي اعتادها السكان منذ عقود. يوميات صنعاء الخاضعة للمليشيا: مع بداية العام 2021، أصدرت الحوثية الإيرانية تعميماً لجميع المرافق الصحية في صنعاء، بمنع استخدام ما يعرف في الصحة الإنجابية، بقلاب المشورة (اللولب) في تنظيم الأسرة، ولا يصرف إلا بالبطاقة وبحضور الزوج، تحولت هذه التقليعة الحوثية إلى نكتة ساخرة تلقفها اليمنيون بكثير من السخرية والهزء لعدة أيام، لم يوقف تداولها إلا فضيحة أخرى في قلب العاصمة، وهي تنظيم فعالية لإحياء ذكرى ثورة الخميني الإيرانية بحضور وإشراف مباشر من ضابط الحرس الثوري الايراني الصريع حسن ايرلو، الذي قُتل بعد عشرة أشهر من تلك الفعالية. ازدهار السوق السوداء وكغيره من الأعوام السابقة، شهد العام 2021، انتعاشاً وازدهاراً للسوق السوداء داخل العاصمة، توجد هناك أسواق سوداء لكل شيء، وتعجّ الشوارع بالأسواق السوداء، التي تديرها قيادات الحوثية، غاز، بترول، ديزل، أدوية، مواد الإغاثة، السلع، وغيرها. أصبحت حياة المواطنين محفوفة بالأسواق السوداء، واعتادوا منذ الصباح الباكر أن يتنقلوا بين فرزات الأسواق السوداء وأعمالهم البسيطة التي تركتها لهم المليشيات. ومنذ فبراير وحتى أغسطس، رصد (مركز العاصمة الإعلامي) 13 حادثة حريق لمولات تجارية وأسواق سوداء، ومستودعات تخزين النفط في منازل القيادات الحوثية، وأبرز هذه المولات شميلة هاري وبرافو سنتر، وخمسة حرائق متفرقة لمستودعات تخزين وقود السوق السوداء، أخطرها جوار مستشفى الثورة. جرعات "الخبز" وضمن سياسة التجويع الممنهجة، فرضت الحوثية الإيرانية خلال عام 2021، جرعات متعددة غير معلنة على أسعار رغيف العيش وانسحبت مثلها على بقية أسعار السلع الاستهلاكية والضروريات، وبالتزامن واصلت تأزيم الوقود والغاز المنزلي واستغلاله من خلال إنعاش البيع عبر الأسواق السوداء بأسعار باهظة بلغت معها سعر اسطوانة الغاز (18 ألف ريال). التعليم.. تدمير مستمر ونالت مدارس صنعاء نصيبها من انتهاكات العام 2021، فقد غيرت الحوثية أسماء أكثر من 16 مدرسة بالعاصمة دفعة واحدة في مديرية واحدة، وانحصرت التغييرات على تسميات تعود لقيادات حوثية هالكة منها حسين الحوثي، والصماد، وغيرهم، بالإضافة إلى عمليات سطو كبيرة على مدارس أهلية بحيلة "الحارس القضائي"، وفي مقابل ذلك دشنت ما يزيد عن 65 مركزاً صيفياً في مديرية الثورة وحدها؛ لتفخيخ عقول الطلاب والأطفال بأفكار طائفية عنصرية ومن ثم نقلهم إلى جبهات القتال. حوثنة المؤسسات وفي موضوع التغييرات وحوثنة العاصمة، قامت الميليشيات الحوثية بتغيير 120 أميناً شرعياً، في عدد من مديريات صنعاء، بأشخاص من أنصارها السلاليين، وكان قد انتشر قبل ذلك مقطع فيديو لطلاب يشيعون مؤهلاتهم العلمية إلى إحدى مقابر صنعاء لاستبعادهم من معهد القضاء الخاضع للمليشيا، بعد أن استوعبت 579 من التابعين لها فقط، ضمن عملية حوثنة المؤسسات اليمنية. منتصف شهر يوليو، عمّ الحزن أرجاء البلاد قادماً من صنعاء، التي توفى فيها القاضي محمد بن اسماعيل العمراني، مفتي الديار، وشيّعته حشود كبيرة من اليمنيين، إذ يُعتبر العمراني أشهر علماء اليمن المعاصرين ومرجعيتهم فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية. وفي سابقة من نوعها، اختطفت الحوثية الإيرانية، ثلاثة فنانين خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وهم: الفنان يوسف البدجي، اختطفته من منزله بشارع كلية الشرطة على خلفية ظهوره في برنامج تبثه قناة يمن شباب، والفنان فؤاد الكبسي تم احتجازه في نقطة بمنطقة القناوص بالحديدة، أثناء عودته من إحياء عرس في المنطقة، وصادرت جميع آلاته الموسيقية بينها "العود" الشخصي وتلفونه، وتعرض الفنان شرف القاعدي للتهديد بالتصفية الجسدية على خلفية ممارسته للغناء، بعد منع إحياء الحفلات والأعراس بالأغاني والطرب. وفي أكتوبر اعتدت العناصر الحوثية على الفوتوغرافي المشهور عبدالرحمن الغابري، واختطفته وصادرت كاميراته أثناء تصويره لصنعاء القديمة، وقبله اختطفت الصحافي يونس عبدالسلام، من حي الدائري ليلاً في 3 أغسطس، وتم إخفائه لأسابيع؛ ليظهر فيما بعد في سجن الأمن السياسي الذي ما يزال فيه حتى اليوم. وعلى طريقة "داعش"، نشرت الحوثية مسلحين ملثمين بشوارع وجولات أمانة العاصمة، تحت لافتة "الضبط المروري"، في ظل تفشي متصاعد للجريمة وتزايد جرائم القتل والتعسفات التي ترتكبها العصابات المسلحة التابعة للميليشيات الحوثية، تحت حجج وذرائع متعددة. تقليعات الحوثية لم تتوقف وخاصة فيما يتعلق بادعاءاتها بـ"الحفاظ على الهوية اليمنية"، إذ تكشف إن ممارساتها تتطابق مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فعلى سبيل المثال، شنت حملة لمصادرة ما وصفتها بنزع الصور الفاضحة من أغلفة الملابس النسائية، في شوارع العاصمة، وداهمت عدداً من محلات بيع الملابس النسائية ومعامل الخياطة النسائية لإزالة أحزمة الخصر المرفقة بـ"العبايات" وإحراقها. وأصدرت تعميماً بشأن ملابس الطالبات ومواصفتها للمدارس الأهلية والجامعات الحكومية والأهلية بالعاصمة، كما طالبت الجامعات بإلزام الطالبات بذلك، ضمن ممارساتها في التضييق على النساء والفتيات في شتى مجالات الحياة وخاصة خلال خروجهن إلى الحدائق العامة والكافيهات وفي عملهن. فوضى وانفلات أمني: شهدت العاصمة صنعاء، خلال العام 2021، تفشٍ متصاعد لمسلسل الفوضى الأمنية ومظاهر الانفلات الأمني، وجرائم القتل والنهب والجرائم السادية داخل الأسرة الواحدة، التي تغذيها مليشيا الحوثي الإيرانية منذ انقلابها المشؤوم. ففي 20 فبراير، اقتحم مشرف حوثي ومرافقيه منزل المواطن علي راجح ابو نشطان في منطقة الروضة، وقتل زوجته وثلاثة آخرين من أفراد العائلة، على نزاع أراضي بينهم، ولم يكاد يستفيق سكان الحي من هول الصدمة، ليتفاجؤوا بعد أسابيع باختفاء طفلين من نفس الحي هما، يوسف وشقيقته ملاك الحشيشي (7-12سنة) بظروف غامضة لمدة عشرة أيام، وعُثر على جثتيمها في نهاية أحد ممرات السيول بمنطقة الرحبة. ورافق عيد الفطر المبارك، الذي صادف شهر مايو، عدد من جرائم القتل في أحياء العاصمة، حيث شهد حي شعوب ثلاث حوادث قتل خلال الأيام الأولى للعيد، ارتكبتها عصابات منفلتة مرتبطة بالحوثية الإيرانية، وفي غضون ذلك، قُتِلت امرأة دهساً بطقم حوثي أثناء مروره وسط الحي بسرعة جنونية، وشهد حي شيراتون، مأساة أخرى لحادثة مشابهة، إذ قُتِلت امرأة برصاص اشتباكات حوثية-حوثية بجانب محل لبيع الغاز المنزلي. وهزت جريمة بشعة أخرى سوق الحثيلي منتصف شهر يوليو، وذلك إثر مقتل الدكتورة منيرة الحداد طبيبة أسنان وطفلتها، على يد زوجها، بخلافات عائلية سابقة، وغير بعيد عن تلك البشاعة، قُـتل الطفل جميل شريان شمسان، 17 عاماً، برصاص عناصر نقطة تفتيش للحوثية أثناء مروره من نقطة معسكر الحفا، في ذات الشهر. تعددت أساليب الجريمة والمجرم واحد، فقد اغتالت الحوثية في أغسطس، الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة صنعاء، الدكتور محمد نعيم أثناء صعوده على متن سيارته في شارع تونس، على خلفية منشور كتبه على صفحته في الفيسبوك، وحاولت بعد ارتكابها بساعات التنصل من الجريمة عبر إعلانها القبض على الجاني، الذي قالت إنه اعترف بارتكابه الجريمة نتيجة خلافات شخصية، ونشرت فيديو قالت إنه لاعترافات القاتل، وبعد إيام شهد حي السنينة جريمة أفظع، بإقدام شاب يدعو "عبدالباسط أحمد العرقي" على قتل صديقه "أسامة جياش"، وأخذ تلفونه ولاذ بالفرار وعلّق على جريمته من هاتف الضحية. وفي مطلع سبتمبر قُتل وأصيب 10 مواطنين بحي الجوية، على يد عصابة حوثية هاجمت منزل مواطن "يدعى زيد عبده حسن الصايدي"، للسطو عليه، واندلعت اشتباكات استخدمت فيها قذائف ومعدلات، انتهت بإحراق المنزل ومقتل اثنين من أفراد العصابة الحوثية، وفي الشهر نفسه قُتل شاب على يد والده الحوثي في حي مذبح بظروف غامضة، وفي حادثة منفصلة قتل مسلح حوثي على يد امرأة من فئة المهمشين بعد محاولته الاعتداء عليهم. في ظل فوضى أمنية متواصلة، قُتِلت في 24 أكتوبر، فتاة تدعى "أميرة البدجي"، طعناً أثناء أدائها صلاة العشاء داخل شقتها بمنطقة ذهبان، في ظرف غامض، حسب ما نشره ناشطون، وتلت الحادثة جريمة قتل مواطن يدعى "علي ناصر محمد الخللي" برصاص عناصر مسلحة تابعة للمليشيا أمام منزله، بحي الفيضي، خلال محاولته منعهم من هدم بناء مستحدث في عمارته. وتزايد عدد الضحايا من المواطنين جراء إلقاء القنابل اليدوية في الشوارع المزدحمة، من قبل عناصر الحوثية الإيرانية، دون أي رادع أو خوف من محاسبة أو مساءلة، فقد سقط 7 مواطنين بين قتلى وجرحى، نتيجة إلقاء قنابل يدوية في شارع تعز وفي حي الجرداء، خلال شهر ديسمبر، وقُيدت الجرائم ضد مجهول. مذبحة الأفارقة: في مارس ارتكبت الحوثية الإيرانية مذبحة لم يشهد لها العالم مثيل، فبعد احتجازها لمئات المهاجرين الأفارقة في سجن الهجرة والجوازات بصنعاء أحرقت السجن وسقط ما يزيد عن 500 قتيل وجريح منهم، ولاقت الحادثة تنديداً دولياً واسعاً، مطالبات بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجريمة المروعة، ولكن الحوثية قامت بتهجير مئات الأفارقة والاعتداء عليهم إثر وقفة احتجاجية للتنديد بالمجزرة. اليوم الدامي: كان يوم الثامن عشر من سبتمبر من العام 2021، يوماً أسود حزيناً على أبناء تهامة واليمن والعالم، في صباح هذا اليوم الدامي قتلت ميليشيا الحوثي الإرهابية تسعة مختطفين لديها بينهم قاصر، وسط ميدان التحرير بالعاصمة، بعد اتهامهم بالتخابر والتخطيط مع زعماء "دول العدوان" لقتل القيادي الحوثي "صالح الصماد" في أبريل 2018. الاستيلاء على المنازل ونهبها: رصد فريق مركز العاصمة الإعلامي نهب الحوثية الإيرانية لعشرات المنازل للمواطنين والمسؤولين في العاصمة، بينها منازل في صنعاء القديمة أحدها منزل الشاعر الكبير عبدالله البردوني، بالإضافة إلى تعميمات حوثية جديدة بالسطو على منازل وممتلكات أكثر من (500) شخصية يمنية، خلال العام 2021. ويقود حملات السطو والنهب عدد من القيادات الحوثية أبرزهم، المدعو طه العليبي، وعبدالله جحاف "ابو حيدر"، والمدعو عبدالله أحمد الكبسي والمدعو محمد حسن المؤيدي، الذين يشنون حملات النهب في عدد من أحياء العاصمة بذريعة "الحارس القضائي". طهرنة صنعاء: في موازاة حربها العبثية على اليمنيين، تعمل المليشيات الحوثية منذ سيطرتها على البلاد، وبنَفَس طويل على تغيير هوية المجتمع اليمني الثقافية والتاريخية والمعرفية لتنفيذ أجندة سياسية تسخر لها موازنات مهولة تمولها إيران، فهذه صنعاء اليمنية تحولت خلال عام 2021، إلى ساحة لممارسات طقوس الحوثيين ومناسباتهم الدينية، أو ميداناً لتجمعاتهم وحشودهم الطائفية، ولا حق لأحد فيها سوى الصمت والصمت فقط. حيث شهد العاصمة خلال 2021، عشرات الفعاليات والمناسبات الطائفية الإيرانية، فمن الاحتفال بذكرى ثورة الخميني إلى عيد الغدير، فمولد الحسين، وفاطمة وعلي ويوم الشهيد ومولد النبوي ومصرع حسين الحوثي، إلى ذكرى اغتيال قاسم سليماني، وغيرها من مناسبات إيران الطائفية. نشاط محموم للحوزات الإيرانية ونهب مستمر واحتفاء طائفي على حساب "جيوب" اليمنيين المنهكة، ويضاف إلى عملية النهب السعي إلى التأكيد الطائفي وفرضه قسراً على سكان صنعاء بمختلف شرائحهم، وكل فعالية طائفية هي بلا شك فرصة للنهب والسلب والفيد، يتعهد بتنفيذها كبار مشرفي الجماعة في كل حي وشارع ومؤسسة ومحل وبيت. صراعات الأجنحة: سجل عام 2021 رقماً قياسياً للتخلص من أبرز قيادات الحوثية الإرهابية، سواء بصراع الأجنحة الداخلية أو ما أسمته المليشيات "فيروس كورونا"، المخصص لمهام محدودة تريدها الحوثية، ولا تعترف به إلا لتلك المهام المقدسة، وبدأ مشواره، الفيروس، بالمطلوب رقم 4 على قائمة التحالف القيادي السلالي زكريا الشامي، الذي أعلنت المليشيات وفاته في شهر مارس، بعد فترة تكتم لأسابيع، وسط أخبار عن مصرعه في جبهة مأرب بغارة طيران أو مدفعية الجيش، ولحقه في شهر أبريل والده السلالي مهندس الانقلاب الحوثي والمطلوب رقم 11 في قائمة التحالف يحيى الشامي، بذات الفيروس، حسب ما زعمت المليشيا الحوثية. وفي شهر أبريل أيضاً، أعلنت المليشيات وفاة القيادي الحوثي "سلطان زابن"، المعاقَب من مجلس الأمن الدولي لانتهاكاته حقوق الإنسان، "ودوره البارز في سياسة الترهيب واستخدام الاعتقال والتعذيب والعنف الجنسي والاغتصاب ضد النساء الناشطات سياسياً"، وبعد يوماً واحد من إعلان وفاته، أعلنت المليشيات وفاة مديرة إدارة سجون النساء التابعة لها "أفراح الحرازي"، وأثار الإعلان جدلاً لدى المتابعين، خصوصاً أن اسمي "زابن، والحرازي" كثيراً ما نسبت إليهما مجتمعين انتهاكات بحق سجينات. وتوالى بعد ذلك الإعلان عن مصرع آخرين من القيادات الحوثية، بينهم وزير الدفاع الأسبق عبدالملك السياني، أحد القادة السلاليين، الذين خدموا الحركة الحوثية من داخل الدولة منذ وقت مبكر، وساهموا في توسعها حتى تمكنت من الانقلاب، وكذلك أُعلن عن وفاة القيادي في الحراك الجنوبي الموالي للحوثية وإيران، "حسين زيد بن يحيى"، في ظروف غامضة، غير أن البرلماني أحمد سيف حاشد قال إنه تعرض للسم. انتهاكات ضد الاكاديميين: شنت الحوثية الإرهابية حرباً شعواء ضد الأكاديميين بجامعة صنعاء، منذ انقلابها، وازداد سعارها خلال عام 2021، فقد داهمت وطردت أهالي الأكاديميين من منازلهم في الجامعة وصادرت أملاكهم، وآخر ذلك طرد 164 من المساكن العائلية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وتسليم الشقق لمسلحي المليشيا. انتهاك الحريات الدينية: في الوقت الذي تنشط فيه مليشيا الحوثي الإيرانية بالتعبئة الطائفية للأطفال من خلال المراكز الصيفية الإجبارية، شنت حملة اقتحام لعدد من المساجد والمراكز السلفية في مختلف أحياء العاصمة، ووفق إحصائية لمركز العاصمة الإعلامي، فقد ارتفاع عدد المراكز السلفية التي استهدفتها الحوثية بالمداهمة المسلحة والإغلاق الى (16) مسجداً ومركزاً سلفياً. وأغلقت عشرات المساجد ومنعت صلاة التراويح في أغلب مساجد العاصمة صنعاء، وألزمت أئمة المساجد بكتم مكبرات الصوت خلال تلاوة القرآن الكريم وشعائر الصلاة، وعممت توجيه لاستبدال صلاة التراويح ببرنامج تعبوي يستمر ساعتين، يتم من خلاله تلقين المصلين دروس طائفية من ملازم الصريع حسين الحوثي. اختطاف فتيات: انتشرت ظاهرة مخيفة في أحياء العاصمة صنعاء، تمثلت باختطاف الفتيات وإخفائهن في ظاهرة باتت تشكل هاجساً مقلقاً للسكان، لما لها من تداعيات أخلاقية تنتهك قيم وأعراف المجتمع اليمني، وفي ظل تفشي الفوضى والجريمة بالعاصمة التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، وخلال العام 2021، سُجلت العديد من هذه الحوادث، أبرزها اختطاف أربع فتيات في شهر نوفمبر؛ بوقائع متفرقة جرت من شوارع وأحياء العاصمة. الجبايات والاتاوات: طوال أيام سنة 2021،0وكما جرت العادة في أيام السنوات الست من عمر الانقلاب، تشن الحوثية الإيرانية حملات جباية وسلب تطال سكان العاصمة والتجار ومالكي المحلات والبقالات والبوافي والمطاعم، وكل القطاعات وصولاً إلى البساطين والبائعين الجوالين في الأسواق الشعبية، والتي تأتي بأشكال متنوعة، منها لجلب ما تدعي أنه "زكاة" وضرائب، ومجهود حربي، وتحسين مدن، إضافة إلى الحملات التي تقوم بها الجمعيات المستحدثة والتابعة للمليشيا، وعلى سبيل المثال، أقرت الحوثية، باختلاس أكثر من 524 مليون ريال، تحت بند الزكاة من مديرية السبعين وحدها في أمانة العاصمة. الخاتمة: استخدمت الحوثية الإيرانية خلال سنوات الحرب السبع، كل أدوات القمع والإرهاب والتنكيل بخصومها، وتحولت صنعاء إلى معتقل كبير ومدينة طاردة للحريات والحقوق العامة، لم تعد صنعاء التي يعرفها الناس بقيّمها الأصيلة المحافظة والقائمة على التعايش والترابط والتكافل الاجتماعي والثقافي والإنساني؛ بل حولتها المليشيا إلى عصابات طائفية، تزرع فيها الحقد والتنافر من خلال فرض سياسة طائفية تهدم البنية الاجتماعية والثقافية والدينية في المجتمع. عملت المليشيا الحوثية على نسخ المظاهر الإيرانية ذات الطابعين الديني والسياسي، لتصنع من نفسها "حصان طروادة" لنفوذ الملالي في اليمن. وبمرور سبعة أعوام على الانقلاب، تحولت المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي إلى ساحة لتطبيق الأفكار الخمينية المتطرفة في عملية تهدف إلى إدخال اليمن تحت العباءة الإيرانية السوداء.

كاريكاتير